في العادة نواب الشعب يتم انتخابهم على أساس الكفاءة والتعليم العالي وعلى أساس المام تام بالسياسة الدولية وقضايا المجتمع الملحة المرتبطة بامنه القومي وديمومته ونموه واستقراره . ان نواب الشعب في كل بلد من بلدان العالم هم نخبة المجتمع وطليعته الساهرة عليه وعلى مصالحه الحوية وهم العين الساهرة على حياة المواطن اليومية وهم لسان الشارع يحملون هموم الأمة ويقاتلون من اجل منتخبيهم للحصول على حياة أفضل . هكذا هم نواب الشعب وهكذا تكون البرلمانات في الدول.
غير أنه في جمهوريه موريتانيا الاسلاميه. البرلماني هو صنف آخر من البشر مغاير تماما للصنف المعروف دوليا . ان ممثل الشعب في موريتانيا ينبغي ان يكون اميا لايفقه للغة البلد شيئا جاهلا لايعلم ان على كوكب الارض مئة وتسعون دولة لايتم انتخابه على أساس الكفاءة والتعليم والوطنية بل يتم انتخابه على اساسين مترابطين اولهما الانتماء للحزب الحاكم وثانيهما ان يكون مختارا من قبيلة او جهة همه الاول والأخير كسب مال وجاه اما حياة المواطن العادي فلم تكن من ثقافته فثقافته اصلا هي تنمية قطعان من الابقار او الإبل او تجارة بدائية .
وهكذا نبدع في موريتانيا فنخلق برلمانا من الاغبياء الذين لاتعليم لهم ليتلقوا الأوامر من الوزراء دون أن يفهموا تلك الأوامر وضع موريتانيا الحالي يتجه بشكل سريع للانحدار والتلاشي . بفعل جهلة هم المتحكمون مدعومين من برلمان اقزام لايجيدون الا الرعي والحلب فصار كل من هو في الواجهة اميا جاء عبر وساطة أو منتخبا جاء بقبيلة وبانتماء اعمى لما يسمونه الحزب الحاكم!
ان هذا النوع من البرلمانات يجد نفسه عاجزا عن دراسة اي مشروع قانون يقدم له وبالتالي فإن نظام انتاج المفسدين يقدم قوانينه وينفذها دون ما خوف من اي مراقبة لأن من كان يفترض أن يراقب لايتقن القراءة ولا يعلم عن العالم اي شيء. فالى متى سنظل نلعب بمصير موريتانيا وإلى متى ستستمر هذه الوضعية ؟ ان موريتانيا اليوم صارت أكثر تخلفا وانحطاطا من موريتانيا ابان استقلالها ! ان موريتانيا اليوم يحكمها الركيك والغث .
إن شعبا ينتخب برلمانيين اميين رعاة بقر فقط لأن الحزب الحاكم اختارهم ولأن مجاميع من الوجهاء زكوا الإختيار لهو شعب في طريقه للاندثار والتلاشي.
فهل من معجزة لتغير الواقع المدمر ؟ ام أن الشعب الموريتاني يستحق ماهو فيه من انحدار لأن قادة اغبياء استخفوه فاطاعهم كقوم فرعون ؟! ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم! لك الله يا موريتانيا