قابيل وهابيل في مدرسة التقوى

سنوات الدراسة تلخصها انشودة"زمن كالربيع" من المحزن ان يتحول هذا الربيع الي شتاء تشتاح فيه عاصفة ثلجية مشاعر السلام والاخوة في الاطفال فتحيل قلب احدهم الي مكعب ثلجي حتى ينهي مهمة ابليس تلك التي اوكلها الي قابيل .
كيف لطفل ان يقتل في كامل قواه العاطفية فقد لاينجح العقل في ان يمنع الراشد من ارتكاب جريمة زهق الارواح لكن ان يفشل قلب طفل في ان يمنعه من ذلك تلك والله مصيبة اصبحت تلوح في افق هذا المجتمع المكلوم في شبابه وفي شيبه فكل يوم وكل ليلة للجريمة موعد مع ضحية لكنها اليوم تضرب موعدا في وضح النهار بين قابيل وهابيل في مدرسة التقوى .
تستدعي هذه الحادثة من درج حوادث الطفولة في مخيلتي ملفات لاطفال قضو نحبهم بايادي صغيرة وانامل ناعمة لاتكاد تحسن خط الاحرف ومسايرة خطوط الطول والعرض في الكراسة كل ماتجيده هو الامساك بجهاز التحكم عن بعد والتحديق بشاشة التلفزيون يشاهدون افلام الكرتون من مختلف الثقافات الاسيوية والاوربية واحيانا العربية والتي وان كانت مجرد تقليد مبتذل لتلك السخافة الاجنبية .
حينما تحاول افلام الكرتون ان تقلل من رعب الطفل وهي تصور اشنع جرائم القتل وابشع مواقف القتال والعنف تظهر الضحية ملطخة بدماء ذرقاء داكنة ولكن مسلسل وادي الذئاب اظهر تلك الدماء بكل درجات الاحمر والطفل ينظر على مرآى ومسمع من الكبير المتعلم والجاهل .
ليست الالعاب اللاكترونية باحسن حال مماسبق ذكره حينما تمر من امام المقاهي الالكتروية تشاهد ان اغلب جمهور هذه المقاهي من الاطفال ولك ان تتخيل كم النوافذ التي تفتح مع اي لعبة الكترونية تروج للافلام الاباحية وافلام القتال والعنف .
لم ينتهي الامر عند المقاهي بل اصبحت هناك قاعات اللعب بشاشاتها وستائرها المسدلة والله اعلم ماذا تخفي تلك الستائر كل مايتسرب اليك من تلك الستائر اطفال يدخلون ويخرجون ودخان سجائر لاتعرف هل اختلط بمواد مخدرة تجعل الطفل قادرا على ارتكاب الجريمة بدم بارد في هذه السن .
اما عند المادة الاعلامية المشبعة بالعنف التي تقدم في وسائل الاعلام خاصة القنوات الاخبارية فهي احداث يعرف الطفل ويعي انها حقيقية وقابلة للتطبيق وما دامت من فعل الكبار فهي عين الصواب بالنسبة لهم .
علق طفل نفسه في سقف هناك وشنق نفسه وهو يقلد مشهد قتل مراد لاسكندر.
قام اطفال في مقاطعة الرياض بدفن صديقهم حيا ليمنع هذا الجرم الشنيع احدهم من النوم فيهذي بالاحداث فيعرف ابوه ان له ورفاقه علاقة باختفاء طفل الجيران .
وغيرها وغيرهم كثير .......
اليوم ستعود طفلة من مدرستها بذكرى لن تنمحي من مخيلتها ولن يخفق قلبها الصغير بقدرما خفق وهي تشهد هذا المشهد الذي لم تشاهده بهذه الوحشية في مسلسل المحقق كونان.
لن ينجح الاعياء والتعب وطول هذا اليوم في جعلها تنام على كراستها اذا كانت تفتحها اصلا.
#اوقفوا_دروس_الجريمة_عن_اطفالكم — ‏‏‏‏كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‏.‏
من صفحة الكاتبة على الفيسبوك

  شارك المقال: