مهرجان المذرذرة

تشرئبّ أعناق عشّاق الثقافة والفن الأصيل والتراث العريق، هذه الأيام، إلى ميلاد النسخة الأولى من مهرجان المذرذرة الدولي، ذلك الحدث الذي يُرتقب أن يفتح نوافذه على بحرٍ مترفٍ بالمعرفة، زاخرٍ بالتنوّع والوعي الإنساني. ففي هذه الرقعة الجغرافية الفريدة، تلاقحت ثقافات شتّى، وتعانقت روافد حضارية متباينة، فانبثق عنها تنوّع نادر وتعايش راسخ يصلح أن يكون نموذجًا مُلهِمًا لمقاربات وطنية تتطلّع إلى تعزيز اللحمة الاجتماعية وترسيخ قيم الانسجام بين مكوّنات المجتمع.
وقد احتضنت هذا التنوع البشري والثقافي فسيفساء بيئية آسرة تمتدّ من ضفاف المحيط، حيث يهمس الملح بحكاياته وتُنسج ملاحم المقاومة فوق صفحة الماء، إلى سهول شمامه بأرضها الخصيبة ومحاصيلها الوفيرة، ومنها إلى أذراع حيث جمال الطبيعة في أبهى تجلياته؛ وصولًا إلى الرمال الحمراء الصقيلة التي تأبى إلا أن تنقش للمذرذرة سِمتها الخاصة وتمنحها هوية بصرية لا تُشبه سواها.
و هناك، من مدرسة فالاناه، أوّل مدرسة نظامية في أرض البيظان (1912)، إلى سوق باليفر، أول سوق من نوعه في موريتانيا، إلى دار الصناعة الوحيدة حينها على المستوى الوطني؛ والى شجرة الشيخ حماه الله، إلى أطلال "كصو": سجن الشاعر والعلامة امحمد ولد أحمد يوره… ندعوكم لرحلةٍ في عمق التاريخ ومسارات الهوية خلال مهرجان المذرذرة الدولي أيام 26 و27 و28 دجمبر 2025.
فكونوا في الموعد.
الصحفي امربيه الديد