أبو"بدر"... رزايا ...وعطايا

جُلّ الظّاعنين سياسيا عن "مستوطنهم الأصلي" في هذه الأيام يرحلون دون وداع "وسلام" وغصن الودِّ رطْبا يَهزُّ أغصانه في تلك الأطلال "مُستسقيا"ومُناجيا أذناً صمَّا ولسانا أخرساً وبعد هُنَيْهةٍ يَنظرإليه شَزْراً مُتذكِّراً يوم استيطانه وهو يَرْتدي أَخْشَنَ مَلْبسٍ و رغم تحسّن حاله مازال حاله منصوبا وليس مُكْترثاً لِماضيه صالحا كان أوطالِحا.
أَبِعَيْنِ مُفْتَقَرٍ إليكَ نَظَرْتَنِي ==فَأَهَنتَنِي وَقَذَفْتَنِي مِنْ حَالِقِ
لَسْتَ الْمَلُومَ أَنَا الْمَلُومُ لِأَنَّنِي==أَنزَلْتُ آمَالِي بِغَيْرِ الْخَالِقِ.
هكذا دائما تدور رَحى المتسيسين في عالمنا الثالث عند كل "مَخَاضٍ عسير" في زَمَكَانٍ مُخَّضٍ باستهواء كل "حَالِمٍ" بارْتقاء سُلَّمِ المناصب "مُكْرَهاً" أكَثَر من طَواعِيَة يَشِيمُ وَمْضاً لَمَعَانُه يُخبِّئُ أسراراً في ذِهنه تحتاجُ عرَّافاً والعرَّاف مازال يستنشق دخانَهُ مُستمتعا لعلَّ وليّهُ يوحي بجديد ويأتي بالعجب ويتساءل : وهل بعد ذاك الومض سحاب تستعيد به الأرض زُخرفهَا وينال مايتمنّاه أم هو برق يُلمِع "بَدْراً" لاكالبدر "إِنَّمَا"بَدْرٌ"رَزَايَا وَعَطَايَا//وَمَنَايَا وَطِعَانٌ وَضِرَابُ"؟ وهل في الحياة مايستدعي منا هذا وذاك؟.
السياسة فكر قبلِيٌّ لدى المجتمعات البدوية وحياة مصالح ينعم فيها من ورث السمعة "السيئة" كانت أو الحسنة وكأنها جامدة لا تعود بأيِّ نفع للعامة لأنها مستأجرة قبل أن تكون أَحْلاماً "وَما نَحْنُ بِتَأْ ويل الأَحلامِ بِعالِمينَ" ولانحن بأحكام الإجار مُتقنين.
و"المتتبع" لتاريخ "التَّسيس" في مجتمع البظان (والبظان مجتمع حديث) يتحقق له أن هذا المجمع مازال يتمايح في ماض لاينتظر أهله مستقبلا مُشرقا ولاحتى عابساً فهم يعيشون اللحظة هَوًى ومن الصعب أن تفهم طبائعهم أوتفكّ طلاسمهم اللهم إن كنت ممن يربط "روحانيّات الكواكب العلْوية بالطبائِع السفلية " أو مُستكشف مستورَد من عالم الخيال مفعم بالأحلام وهذا لايعني أنه مجتمع غامض بقدرماهو مجتمع قبلي بدوي "مغرور" لم يَطْرَ فيه مايَستَوجب الانتباه أويَذكره ذاكر غير تبختره في المشي وحب "مشيخة" تعيش على "الماضي الحاضر" أساسها الجهل وحب الظهور في غير محله منها تكون "الوظائف السامية" على حساب "المرتزق" المفعول به كثمن بخس مقدم هدية في غلاف منتخِب لمنتخَبٍ والقبيلة يأوي إلى ظلها كمحمية له وكأنه حيوان.
معالجة هذه القضية تحتاج اقلاما غيورة على هذا الوطن وسكانه حتى ينهض من سباته ويعيش مع ذاته واقعيا وتزرع فيه مسؤوليته عن صوته واختياره لممثله و تكون الكفاءة هي الأوفر حظا في اختيار من يمثل جوع هذا الشعب وفقره وجهله وتخلفه.

  شارك المقال: