أنصفت الوزير المسكين ..

قبل سنوات كنت في اجتماع مع أحد وزراء الثقافة...
في قاعة الاستقبال ...كان ابن الوزير يجلس على كرسي بجانب الكاتب الخاص ..
لفت انتباهي شكل حلاقته الغريب، وتساءلت في نفسي لماذا يسمح وزير "الثقافة" لابنه بهذه الحلاقة غير المألوفة، والتي تناقض ثقافة وخصوصية المجتمع ...
..وقبل أيام فوجئت بأحد الأطفال يتوسل إلي أن أشتري له هذا البنطلون الممزق ( الصورة) بوصفه "موضة" في المدرسة...
كنت عادة في مثل هذه ." النَّوازل الأخلاقية" أفضل اللجوء إلى الحوار والتوجيه ، لكنني فشلت هذه المرة ووجدت الأمر أكثر صعوبة ..فرغم جميع محاولاتي وبعد ان أطرق الطفل رأسه ولزم الصمت تأكدت أنه يؤنب نفسه سرا على طلبه ، فقلت له بنبرة تحمل بعض الشفقة والحنان : أتعرف أنك لن تسمح لابنك في المستقبل بارتداء ثياب لا تتماشى مع قيم وأخلاق مجتمعك ؟..فرد علي بسرعة (والله ألل اندور انخليه حت يلبس اللي يبقي يلبس وأنخليه امللي يطلص عرف اطوييييل ) !!
فأنصفت ذلك الوزير المسكين ..فقد يكون هو الآخر عجز عن إقناع ابنه ...
كان الله في عوننا، وحفظ أجيالنا الصاعدة من الغزو الأخلاقي باسم "الموضة" ...
تدوينة للكاتبة حواء ميلود

  شارك المقال: