الناها بنت مكناس كما عرفتها

أنا والناها قرأنا في نفس المدرسة، بل في نفس القسم.. درسنا معا في مدرسة التطبيق سنواتنا الابتدائية الست، وكانت في ذلك العهد تلميذة مجتهدة لا هم لها إلا في الدراسة، وكنت أنا وهي واثنين أو ثلاثة آخرين نتنافس على المركز الأول، واحتدم هذا التنافس في السنة السادسة، ومن غرائب الصدف أنها في الامتحان النصفي احتلت المركز الأول بالعربية والثاني بالفرنسية، وجئت أنا في المركز الأول بالفرنسية والثاني بالعربية.. ثم فرق الزمن بيننا فاتجهت هي إلى التعليم الفرنسي في الاعدادية واتجهت أنا إلى التعليم العربي..

ودارت الأيام حتى جاءت المرحلة الانتقالية 2005/2007 فأسست صحيفتي "الأمل الجديد" واتخذت مقرا في عمارة غير بعيدة من المنزل الذي تقيم هي فيه، فأصرت هي وزوجها آنذاك صديقي الأستاذ إبراهيم ولد عبد الله على أن يكون مقيلي كل يوم معهم، وفي هذه المرحلة تعرفت على الناها بعد أن أصبحت امرأة ووزيرة عن قرب، واستمرت علاقتنا بعد طلاقها من الأستاذ إبراهيم إلى اليوم، وزاد من توطيد هذه العلاقة أنها أختي من الرضاع، فكنت أدخل عليها في أي وقت، وتحت أي ظرف والذي لاحظته وتأكدت منه:

أن الناها مؤمنة بالله تعالى إيمانا عميقا، وأنها ملتزمة ومستقيمة.

أن الناها ذكية ومثقفة ومهذبة ومتواضعة.

وجدتها ليلة تخيط ثوبها بيدها وهي وزيرة، فقلت لها: الناها ما هذا؟ ألم تجدي من يخيطه عنك؟ قالت لي: لقد علمني والدي رحمه الله تعالى التواضع وأن أقوم بكل شيء مهما صغر بنفسي.
الصحفي الحسين ولد محنض

  شارك المقال: