تيمزين تستغيث

لقدظل الماء عصب الحياة منذ القدم ماجعل البشرية تأبى الإستسلام أمام فقدانه لعلمها الحاصل بحتمية نتيجة المقدمة الثابتة عقلا وعلما"بفقدان الماء نفقد الحياة"الملخصة في "إما الماء وإما الفناء" ذلك الشيئ الذي دفع الإنسان البدائي إلى الهجرة الدائمة طلبا للشقيقين(الماء-الكلأ)، كما يعد إكتشاف الحفر تطورا تاريخيا رغم بدائيته إبان الإكتشاف إلى أن وصلنا إلى مانحن عليه من القدرة على استخراج الماء من باطن الأرض مع القدرة على تصفية مياه البحار وجعلها صالحة بعد ما قهرت.
لكن يبقى الجواب على الأسئلة التالية هو الدافع أمام تحملنا عناء الكتابة:
1-ماهو الماء وماعلاقته السحرية بالإنسان؟
2-ماهي تيمزين وما أسباب الإرتباط الثابت بينها والعطش؟
3-ماهي أهم محاولات توفير الماء للقرية وما أسباب فشلها إلى حد الساعة؟

1- تعريف الماء وأهميته
الماء لغة: اسم مفرد ويطلق عليه إن قصد جمعه ويجمع عادة على أمواه ومياه ويثنى على ماءان ماوان ومايان ، ويعرف بأنه: "سائل عليه عماد الحياة في الأرض"،وهو في نقائه شفاف لالون له ولا رائحة ولاطعم ،ويتكون من إتحاد ذرتين من غار الهدروجي مع بذرة واحدة من الأكسوجين،الشيئ الذي جعله يرتبط بالإنسان كإرتباطه بالنفس أو الدم إن لم نقل بأن الماء هو المحرك الأول للدم والباعث الثابة للنفس -بإذن القدرة الإلهية-ويتضح ذلك جليا عندما نتدبر نصوص الوحي قال تعالى:وجعلنا من الماء كل شيئ حي....آ30 س الأنبياء،كما أخبرت الآيات القرءانية أن الماء هو الضامن لوجود البيئة الصحية التي تتواجد فيها الطبيعة (النباتات،الأشجار،الثمار) مع الإنسان كما هو مصدر وجود الحيوانات أيضا وسر بقائها قال تعالى: والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الارض بعد موتها كذالك النشورآ9 س فاطر.
إذا يمكننا القول بأن الماء هو مصدر الإنسان قال تعالى:ألم نخلقكم من ماء مهين...آ 20 س المرسلات
وهو أول ما نستقبله به في الدنيا(غسل المولود)،وهو آخر ما نودعه به منها(تغسيل الجنازة).
فالإنسان من حيث هو يتكون من جانبين:
 روح: وتتغذى بالعبادة،والعبادة مرتبطة بالماء الطاهر المطهر إن وجد مع المقدرة على إستخدامه.
 بدن: ويقوم البدن في نشأته وتنشأته وطهارته وصحته على الماء.
فمن هنا يتضح لنا بأن الماء من الإنسان كمقام الروح من الجسد.
2)ورقة تعريفية عن تيمزين
تيمزين تجذر في التاريخ....ومبراس في الحاضر....ونور للمستقبل....
تأسست قرية تيمزين عند بلوغ الدولة الفتية سن الفطام وبالتحديد سنة 1962م ،وأصبحت عاصمة بلدية في أول تقسيمة إدارية ريفية سنة 1987م،ويتبع للبلدية أكثر من خمسة عشر تجمعا سكنيا وتعد من أكبر البلديات السبع التابعة لمقاطعة كوبني(المقاطعة الأكثر كثافة سكانية على مستوى الحوض الغربي) وتبعد من عاصمة المقاطعة 70كلم،كما تبعد 75كلم من عاصمة الولاية(لعيون).
وتزخر بكثير من التراث إذ تبعد 3كلم من "مدلل" الذي به ضريح السلطان التالي(خطري ول امحمد المشهور ب: ول أعمر ول إعل) صاحب الكرص:"لا دور في دين".
كما تبعد 5كلم من مرقد الكتاب والركاب مرقد الأمراء والأولياء(تادرت)نذكر -من نزلائها- على سبيل المثال لا الحصر:
 الولي الزاهد: أحمد ول الشيخ ول أحمل عثمان وابنه الشيخ بتار.
 لاله منت الشيخ أحمد بنت الأولياء وأم فذ زمانه الشيخ المهدي،وبها من الأمراء: محمد الأمين ول إعل إنمير(صاحب مفخرة "امريميده" الشر ج ما بيه احن....)
وقد عزفت أشوار بهذه البقعة المباركة نذكر منها على سبيل المثال: لملل....
وينحد من هذه البلدية أربع نواب مثلوا المقاطعة في البرلمان الوطني.
المأمورية الأولى النائب : ببان محمد بيه
 النائب: أحمد سيد المخطار
 النائب:سيدن إعبيدي
 النائب: منة منت إعلي

3- تأسست قرية تيمزين عندآبار بمنطقة تيمزين القديمة فحملت القرية اسم المنطقة ،وظلت الساكنة تروي عطشها من تلك الآبار في وقت يحسب البئر أفضل حل لمشكل العطش، فما فتأت تلك الآبار إلى أن تحول ماؤها أجاجا، فتدخلت أيادي الخيرين فأوصلوا إلى القرية مشروعين لكنهما لم يكونا على قدر المستوى الذي كانت تتطلع له الساكنة،حيث حفر أحدهما في منطقة أكتشف مبكرا أن ماءها آجن وكان ماء الحفر الآخر غورا، الشيئ الذي دفع سكان القرية إلى النزوح لصعوبة توفير الماء الصالح للشرب(الذي يشترون الآن طنه ب7500 أوقية قديمة) أو تقاسم الشراب مع المواشي من البحيرات المجاورة في وقت تتعالى فيه أصوات المنظمات الصحية المحذرة من المياه الراكدة-فبقت تلك الآبار لا يرجوا الصاحب من صحبه الوقوف بها كما لا يستطيع عاقل تشبيهها ب"لبير"(بئر أطلال الكفية ول بوسيف)-فتدخلت الدولة مشكورة لإنقاذ صوتهم المبحوح فحفرت حفرا يبعد 14 كلم بمنطقة النبكه -بتمويل من مشروع النفاذ الشامل-وسرعانا ما أكد الخبراء جدوائيته، كما بنى خزانا على معايير متقدمة بتيمزين ومدت الأنابيب صوبه حتى لم تبقى تبعد منه سوى 600متر -وكاد الأمل يتحقق- فتوقفت فيه الأشغال ولم يجد فيه جديد -منذ أشهر- رغم الوقفات الإحتجاجية السلمية المتتالية للسكان أمام مباني الولاية متهمين جهات عليا بمحاولة عرقلة المشروع بدل من أن تكون المرحب الأول به وبين هذا وذاك يظل سكان تمزين يتكبدون عناء العطش متطلعين لوجود آذان صاغية تسقي ظمأهم وتزيل مآسيهم وتخلصهم من العطش.
بقلم:سيداتي عبد الرحمن

  شارك المقال: