مواطن يكتب للرئيس : موريتانيا أمانة في يدك ..إليك نصيحتي

سيدي الرئيس:
لن أطيل عليك وسأخاطبك بما يدور في قرارة نفسي وضميري تجاهك، فلن أنافق لك أو أصفق أو أطبل، بل أنني أشفق عليك وقد اخترت أن تتولى أمر المسلمين وتضع على عنقك مسؤولية الناس أجمعين، وسيحاسبك الله يوم القيامة قبل أن يحاسبك العباد، واعتبرك مواطن بسيط مثلي، الفرق بيني وبينك أنني أستطيع أن أنام قرير العين وليس على كاهلي مسؤولية الدولة والشعب بأسره.
سيدي الرئيس،
رسالتي هذه أريدها قصيرة وتدور حول قضية محددة أنت المسؤول عنها وفي يدك أمرها، فلقد أحطت نفسك بالمستشارين، وسمعت كلام الأطر والوجهاء والمنتخبين، والقاسم المشترك بين كل هؤلاء أنهم يتقاضون الرواتب الكبيرة من جيوبنا نحن دافعي الضرائب ومن بيت مال المسلمين، فلن يصوروا لك غير الخيرات تسري وأنهار المسرات تجري، ولقد حرصوا على قول هذا مع الذين سبقوك، وما أسرعهم في تغيير وجهاتهم إذا ما تغيرت الأمور، قال الله تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس ". وتذكر لو بقي لك الملك مدى العمر فلن يذهب معك سوى عملك إلى القبر.
وإنطلاقاً من تلك الآية الكريمة، أذكرك بقول الله عز وجل "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا"، لم يقل الله سبحانه وتعالى لتحكموا أو لتتولوا، فإذن موضوع رسالتي هذه باختصار هو القبلية والمحسوبية والجهوية والعشائرية التي ارتفع منسوب خطابها وتغلغل، وأصبحت متفشية ومتحكمة في الإدارات والمناصب والقيادات، حتى أنه إذ ما أقيمت لك التظاهرات والمؤتمرات، والمسيرات والزيارات، نصبت لك القبائل الشعارات، ورفعت للعشائر والمجموعات اللافتات، وتهافتت لك الدعوات بأسماء المناطق والجهات، وتركت موريتانيا والوطنية في ذيل العبارات والخطب والأشعار والكلمات.
سيدي الرئيس:
إن موريتانيا أمانة في يدك وسيحاسبك التاريخ إن عاجلاً أو آجلاً إذا سكتت على هذا الخطاب القبلي وتحكم القبائل في مفاصل الدولة، ومايترتب على ذلك من تعطيل لتطبيق القانون والحيلولة دون الحكم الرشيد ومنع ترسيخ العدالة والمساواة وتكريس دولة السلم والإخاء.
وفي الختام يا سيادة الرئيس، استمعت لك اليوم وأنت تتحدث عن الوحدة الوطنية، ولا حديث عن الوحدة الوطنية قبل كبح جماح النفوذ القبلي واستشراء المحسوبية والجهوية التي تجثم على هذه البلاد وتعوق تنميتها وتطورها وتآخي أبناءها.
والسلام عليكم.
التوقيع: مواطنك محمد الحسن متالي.
الأربعاء 9 يناير 2019 تيارت. نواكشوط.

  شارك المقال: