ﺭﺳﺎﻟﺔ أخيرة ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﻛﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻴﺴﻰ

ﻣﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺍﺣﺒﺘﻰ
ﺍﺧﺘﺰت ﺣﻨﻴﻨﺎ ﻻﻧﻈﻴﺮﻟﻪ ﻻﺭﺿﻜﻢ ﻭﺻﺤﻮﺳﻤﺎﺋﻜﻢ ﻭﺯﺭﻗﺔ ﻓﺠﺮﻛﻢ ﻭﻏﺒﺎﺭ ﺃﺯﻗﺔ ﻣﺪﻧﻜﻢ ﻭﺑﺮﻳﻖ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻰ ﻋﻴﻮﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻜﻢ
ﺃﻧﺎ ﻓﺨﻮﺭﺑﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﻓﺨﻮﺭﻭﻥ ﺑﻰ
ﻻﺟﻠﻜﻢ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﻋﺎﻧﻘﺖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺗﻤﻨﻄﻘﺖ ﻋﺮﻗﺎ ﻭﺩﻣﻮﻋﺎ ﻭﺳﻬﺮﺕ ﻭﺧﺎﻃﺮﺕ ﺛﻢ ﻣﺖ ﻛﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻏﻰ ﻣﻘﺒﻼ ﻏﻴﺮﻣﺪﺑﺮ ﻭﻟﻢ ﺃﺳﻘﻂ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺛﺨﻨﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﻷﻣﺎﻧﺔ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬﺍﻻﺯﻝ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻯ ﺩﺭﻛﻴﺎ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﺑﺸﺮﻑ ﺃﻭ ﺃﻧﺘﺼﺮ ﻭﻻﺧﻴﺎﺭ ﺍﺧﺮ ﻟﺪﻱ
ﺃﻧﺎ ﻓﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻢ ﺍﻣﺖ ﻣﻄﺎﺭﺩﺍ ﻟﻠﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ ﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ
ﻟﻢ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻻﺭﻏﺎﻡ ﻋﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻼﺀ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻟﻨﺎﻓﺬ ﻣﺘﻐﻄﺮﺱ
ﻟﻢ ﺃﻇﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍ
ﻟﻢ ﺍﻗﻤﻊ ﻃﻼﺑﺎ ﻭﻻﻋﺎﻃﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻻﻋﻤﺎﻻ ﻣﻔﺼﻮﻟﻴﻦ
ﻟﻢ ﺃﺳﺮﻕ ﻟﻢ ﺍﻧﻬﺐ ﻟﻢ ﺁﺧﺬ ﺭﺷﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﻟﻢ ﺍﺧﻦ ﺑﻠﺪﻯ
ﻟﻢ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﺃﺑﺪﺍ ﻷﻋﺮﻑ ﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻰ ﺍﻭﺟﻬﺘﻰ ﺍﻭﻗﺒﻴﻠﺘﻰ ﻛﻨﺖ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﻔﻰ
ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻭﻧﻔﺬﺕ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻛﺠﻨﺪﻱ ﻣﺨﻠﺺ ﻭﻟﻢ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻷﻗﻮﻝ " ﺃﺟﻞ " ﻗﻠﺘﻬﺎ ﻭﻻﺩﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ " ﺻﺮﺧﺔ " ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﻃﻨﻰ ﻓﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻯ ﻭﻟﻢ ﺍﻧﺘﻈﺮﻩ ﻟﻴﻨﺎﺩﻳﻨﻰ
ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺍﻛﻮﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻨﺎﺩﻕ ﻻﻓﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻨﻜﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻜﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﺣﺼﺎﺓ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﺑﻨﻜﻢ ﻋﻴﺴﻰ.
(هكذا تخيل الكاتب الأستاذ حبيب الله احمد الرسالة الأخيرة للدركي الشهيد إلينافي تدوينة له نشرها على حسابه في الفيسبوك)

  شارك المقال: