
( نواكشوط ـ صوتك):
حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من استمرار نشاط مقلق للجراد الصحراوي في موريتانيا خلال شهر ديسمبر الجاري، مؤكدة أن الوضع الراهن يستدعي مستوى عاليا من اليقظة، مع مواصلة عمليات الرصد والمكافحة لتفادي تحوله إلى موجة جديدة من التكاثر الواسع.
وأفادت الفاو، في تقريرها الدوري، أن نشاط الجراد تركز أساسا على الشريط الساحلي الأطلسي، من الحدود الجنوبية مع السنغال مرورا بالعاصمة نواكشوط، وصولا إلى شمال منطقة تجيريت، حيث جرى رصد مجموعات من الجراد البالغ غير الناضج، إلى جانب أسراب صغيرة في حالة تحرك مستمر. كما سجل وجود جراد بالغ ناضج في طور التزاوج، فضلا عن أسراب قيد النضج قرب نواكشوط، حيث تم كذلك رصد مجموعات وأشرطة من الحوريات.
وأضاف التقرير أن مناطق شمال البلاد لم تكن بمنأى عن هذا النشاط، إذ عثر في ولايتي إينشيري قرب أكجوجت، وآدرار قرب أوجفت، على مجموعات من الحوريات في مراحل متقدمة من التطور، إضافة إلى مجموعات من الجراد البالغ غير الناضج، وذلك خلال الأيام الأولى من الشهر.
وأوضحت الفاو أن الأمطار الخفيفة إلى المتوسطة التي شهدتها موريتانيا خلال النصف الأول من ديسمبر، إلى جانب تحسن الغطاء النباتي، توفر بيئة ملائمة لنضج الجراد وحدوث تكاثر جديد، خصوصا مع الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة نهاية الشهر. ورغم أن درجات الحرارة المنخفضة نسبيا أسهمت في إبطاء تطور الجراد، اعتبرت المنظمة هذا الظرف فرصة مواتية لتكثيف جهود المكافحة قبل تشكل جيل جديد.
وبحسب التقرير، بلغت المساحات التي خضعت لعمليات المعالجة في موريتانيا 17.141 هكتارا حتى 14 ديسمبر، في إطار تدخلات السلطات الوطنية للحد من انتشار الجراد.
وحذرت الفاو من أن أي تقصير في احتواء الوضع قد يؤدي، بدءا من أواخر يناير المقبل، إلى ظهور مجموعات جديدة من الحوريات، ما من شأنه زيادة أعباء المكافحة وتهديد الأنشطة الزراعية والرعوية خلال عام 2026.
وشددت المنظمة في ختام تقريرها على ضرورة استمرار عمليات المسح والمكافحة المكثفة في مختلف مناطق البلاد، ولا سيما على طول الساحل الأطلسي وفي الولايات الشمالية، حماية للأمن الغذائي وتقليصا لمخاطر توسع التفشي.







