السيدة الأولى تشرف على انطلاق المؤتمر الدولي حول تمكين المرأة في المجال الرقمي

أشرفت السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه، اليوم الخميس بقصر المؤتمرات القديم، على افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي حول “دور القيادات النسائية في تمكين المرأة في المجال الرقمي”، المنظم من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع جامعات العالم الإسلامي..

وبحضور السيدة الأولى في جمهورية السنغال الشقيقة، مريم فاي صال، وعدد من أعضاء الحكومة،

ويبحث هذا المؤتمر الدولي، الذي يستمر على مدار يومين، سبل تعزيز قدرات النساء لولوج مختلف مجالات الصناعة الرقمية، وتمكينهن من تقاسم الممارسات الفضلى والتعبير عن وجهات نظرهن وتجاربهن الفريدة في العالم الرقمي.


وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه، عن أملها في أن يشكل هذا المؤتمر فرصة لطرح الآراء وتلاقح الأفكار وتقاسم ‎الخبرات من أجل تحقيق تنمية شاملة تتكافؤ فيها الفرص وتتحقق العدالة والإنصاف، باعتبار ذلك في صميم مشاغل مجتمعاتنا، ومن أكثر التحديات التي تواجهها مشاريع التنمية وبرامج الإصلاح والاندماج الاجتماعي.

وأكدت السيدة الأولى أن هذا المؤتمر يأتي ختاماً مسكا، يوماً واحداً قبيل اختتام سنة ثقافية زاخرة بالعمل الثقافي في مختلف المجالات، كانت نواكشوط خلالها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، مضيفة أن فعاليات هذا المؤتمر الهام ينخرط في مصاف جهود إقليمية متضافرة ومساع أممية متلاحقة، لتثمين ومناصرة التوجه الاستراتيجي الرامي إلى النهوض بدور النساء وتمكينهن، وتعزيز مكانتهن وريادتهن في مجالات الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الرقمية والابتكار والاتصالات، والإفادة من حصادها في ميادين التكنلوجيا.

وبينت أن مراقي صعود المجتمعات الإسلامية إلى التنمية مرهونة بتمكين المرأة في عالمنا الإسلامي من المشاركة الفعالة في مختلف مجالات الحياة، مشيرة في هذا الصدد، إلى أن ديننا الإسلامي الحنيف بوأ المرأة مكانة محترمة، ومكنها من حق المشاركة الفعالة في مختلف مناحي النشاط البشري، كما أن التراث الإسلامي زاخر بأدلة إثبات على ما كان للمرأة من مساهمة في هذا المضمار، وما لعبته من أدوار تاريخية برهنت على أهليتها وذكائها وقدراتها تربية وعلوما وثقافة.

وأكدت أن كل الرجال والنساء شركاء في بناء المجتمع وصناعة الأجيال ورسم ملامح المستقبل، لذلك فلا وجه لتقدم أي مجتمع وتطويره وتنميته ما لم يكن للمرأة حظ من فرص الترقي والتمكين.

وخلصت السيدة الأولى أن هذا المؤتمر، يشكل خطوة مهمة في مجال تمكين المرأة عموما في مختلف شؤون الحياة، وتمكينها خصوصا في مجال الرقمنة والابتكار، وهو ما سيؤدي إلى تنمية بشرية مستدامة متوازنة خالية من جميع أشكال التمييز والإقصاء، مشددة على أن تمكين المرأة في مجتمعاتنا ينبغي أن يحتل مكانة الصدارة في أية رؤية استراتيجية تسعى إلى تحقيق النهضة المنشودة.

وبدوره قال معالي وزير التحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة السيد محمد عبد الله لولي، إن أهم أهداف ومحاور استراتيجية التحول الرقمي في بلادنا تطمح لتوفير بيئة مناسبة للنساء في المجال الرقمي، مضيفا أن الواقع يتطلب التحلي باليقظة في مواجهة التحديات التي تواجه المرأة في المجال الرقمي وتأهيلها بالشكل الأمثل الذي يتيح لها التميز في المجال الرقمي وتكنولوجيا الاتصال.

من جانبها، قالت معالي وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، السيدة صفية انتهاه، إن الحكومة تعمل على خلق الرفاه مشترك للمرأة الموريتانية من خلال الحد من الفوارق المبنية على النوع الاجتماعي من أجل اشراكها في مختلف دوائر صنع القرار.

وأضافت أن المرة الموريتانية تمثل نسبة 52% أغلبها من الفتيات مما مكّنهن من المشاركة في الحكومة بشكل معتبر، حيث يشغلن العديد من المناصب الحساسة في البلد، مؤكدة أن هذا المؤتمر الذي ينعقد تحت رعاية السيدة الأولى سيساهم في النهوض بدور النساء في المجال الرقمي والتكنلوجي، وسيعمل قطاع العمل الاجتماعي على تحقيق أهدافه لما لها من دور كبير في النهوض بدور المرأة الموريتانية.

بدورها أشارت رئيسة المجلس الجهوي لجهة نواكشوط، السيدة فاطمة عبد المالك، إلى أن هذا المؤتمر يندرج ضمن السياق العام لسياسة الحكومة الموريتانية وينسجم مع تطلعاتها الهادفة إلى تمكين المرأة من خلال تشجيع ولوجها إلى الوظائف في الاقتصاد الرقمي، نظراً لما يتيحه هذا المجال من فرص عمل، قد لا توفرها أسواق العمل التقليدي.

وأضافت أن جهة نواكشوط خصصت حيزاً من مخططها الجهوي للتنمية لرقمنة الإدارة، من أجل تسريع الخدمات ورفع جودتها، مع خلق مناخ مواتٍ لتشجيع المهارات وتنمية روح الابتكار وشحذ الإبداع قصد خلق جيل “ديجيتالي” قادر على مسايرة متطلبات العصر.

وقالت إن جهة نواكشوط قامت بتدخلات مهمة في هذا المجال، منها مشروع شبكة المدن الذكية الافريقية ASTON الذي يهدف إلى مواكبة الانتقال الرقمي للسلطات المحلية الافريقية، لإنشاء شبكة لعشر مدن إفريقية من ضمنها مدينة نواكشوط .

وفي كلمته بالمناسبة، بين الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، أن فعل التمكين هو فعل يستشرف المستقبل، وعليه أن يكون نبيلا يتلمس الحاجات، ويعي الأولويات، ويستبطن المخاطر، ويستوعب المستجدات، وأن التحول الرقمي بات مفتاح منافذ العصر، وعلى كل النساء القياديات التسلح بعدته وعتاده.

وأكد أن النساء حول العالم حققن ارتفاعا في مجال الاستخدام الرقمي بريادة الأعمال، ما يضمن استكشاف آفاق جديدة للأعمال الناشئة، وأن هناك تحديات عديدة تواجه النساء والمتعلقة بتمكينهن في المجال الرقمي، أبرزها غياب الابتكار، ومحدودية القدرة على تطوير أفكار ومشاريع جديدة، مع معرفة محدودة باحتياجات المجتمع، وضعف في الثقافة المالية والإدارية

جرى افتتاح المؤتمر بحضور أصحاب المعالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، ووزير الوظيفة العمومية والعمل، ومفوضة الأمن الغذائي، بالإضافة إلى عمدة بلدية تفرغ زينة، ورئيس اللجنة العليا لاحتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلاميّ، وقيادات نسائية وخبراء في مجالات التكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي، في مقدمتهم السيدة مريم فاي صال، السيدة الأولى في جمهورية السنغال، والسلطات الإدارية والأمنية بالمقاطعة.

  شارك المقال: