استهلالا للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم

من جديد هاهي نواكشوط لؤلؤة الأطلسي وأيقونة الفضاء الإفريقي ؛ المتوجة هذا العام عاصمة للثقافة فى العالم الإسلامي ، حاضنة الإخوة والأشقاء ، وحاضرة المفكرين والعلماء..لم تزل تصل الحلقات بالحلقات وتقلب نفائس الصفحات ، فذاكرتها مضمخة بتراث باذخ من قيم السلم والتسامح والتعايش المشترك والتنوع الثقافي والانصهار الحضاري.

وكم هو جميل - وللمرة الثالثة على التوالى - أن تلتقي قارة فى حضن مدينة ، وأن ترتقي مدينة إلى حلم قارة..على بساط المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم ، هاهي إفريقيا الحبيبة :

تنثر بريق سمرتها
وتنشر عريق سيرتها
تنضح رحيق علم
وتفوح أريج فهم
منتصرة للفكر والحبر..متشبثة بالسلم والحلم ، منحازة إلى قوة المنطق لا إلى منطق القوة..محتكمة إلى اللسان بدل السنان :

إفريقيا المثخنة بالأزمات والجراح
المخضبة بالدماء والدموع
ترنو اليوم بشغف إلى تباشير الصباح
تردد أصداء مآذنها :
حي على الفلاح
حي على الفلاح...
من سهولها ووهادها
من جبالها وهضابها
من برها وبحرها
من قمحها وملحها
من ضرعها وزرعها
تنبجس سنابل السلام
وتتفتق أزاهير المحبة
وتصدح أنشودة الحياة ؛ لتنهض السمراء من كبوتها ، وتلعب دورها الحيوي فى مستقبل العالم ، بمواردها الاقتصادية وطاقاتها البشرية ، بسواعد الشعوب وعرق الشباب ، وبجهود العلماء والنخب وقادة الرأي وصناع القرار.

د.محمد ولد عابدين
أستاذ جامعي وكاتب صحفي.

  شارك المقال: