مقابلة صحفية وملاحظتان

قرأت باهتمام وإمعان، نص المقابلة الصحفية اﻷولى من نوعها، التي أجراها الصحفي المتمرس الشيخ بكاي، مع المرشح للرئاسة الموريتانية محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، والتي نشر نصها اليوم الثلاثاء (2019/4/16) في الموقع اﻹخباري “مورينيوز”..
المقابلة كعمل صحفي، اتسمت بمستوى عال من اﻻحتراف المهني، ومن الناحية السياسية، حملت الكثير من اﻹجابات حول معظم الأسئلة والتساؤﻻت التي يطرحها الموريتانيون، أو يحملونها على ظهورهم وقلوبهم، وينتظرون اﻹجابات عليها من مرشحيهم للرئاسة.. أقول ذلك وأنا اميز جيدا بين الصيغة التحريرية التي قد يقوم بها أي ناشر نص، وبين النص ذاته مضمونا وأسلوبا..
ولعلي أقف هنا عند ملاحظتين أساسيتين؛ إحداهما خاصة باﻹخوة الزملاء الصحفيبن الذين ما زالوا في بداية الطريق، أو لم يهتدوا إليها بعد، وليس من الشباب وحدهم، فهناك من شابوا وهم ﻻ يزالون مبتدئين.. فلهؤﻻء أقول إن مثل هذا النص الصحفي يظهر بجلاء، أن المواﻻة ﻻ تعني اﻻرتهان أو اﻻبتذال لمن تواليه، كما أن المعارضة أو اختلاف اﻵراء ﻻ يعنيان التحلل من القيم اﻷخلاقية واﻹنسانية، ونصب منجنيقات السب والشتم لمن تعرف ومن ﻻ تعرف، لمجرد أن لك رأيا وله رأي آخر.. فالرسالة اﻹعلامية يمكن إيصالها بمستوى مهني وأخلاقي يخدم طرفيها؛ المرسل والمتلقي، دون إسفاف أو استغفال أو استهتار بالحقائق والمعلومات، خاصة في عصر ليست فيه وفرة أكثر من وفرة المعلومات وبالمجان..
أما الملاحظة الثانية فعامة تتعلق بمضمون المقابلة، وما حملته من إجابات وطروحات تتصل بالمرحلة المقبلة في البلد، وفق رؤية المرشح الغزواني ومواقفه من مختلف القضايا والملفات الوطنية..
ولهذه الملاحظة جانبان، اﻻول حول شخصية المرشح، من خلال إجاباته وردوده، حيث أظهر قدرا واضحا من التواضع، إزاء من يحاوره واتجاه الخصوم والمنافسين السياسيين، كما أظهر معرفة جيدة بالملفات التي تناولها الحوار.. ومع أنه لم يتهرب من اﻹجابة بشكل عام، إﻻ أنه استعمل أسلوب المناورة بشكل جيد، ربما بحكم خبرته العسكرية، كما أن المناورة جزء أصيل في العمل السياسي.
أبدى المترشح حرصا واضحا على تناول المستقبل أكثر من الماضي (القريب)، وقد تكون لذلك دﻻﻻته ولكل أن يفهمها كما يشاء..
أما الجانب الثاني لهذه الملاحظة، فيتناول مضمون اﻹجابات، حيث لم تخرج من العموميات إﻻ قليلا، مع أنه شدد بشكل صريح على ثلاثة محاور أساسية تشغل كل المواطنين الموريتانيين، وهي: التعليم، وتحسين المستوى المعيشي للسكان، وإعطاء العناية واﻷولوية للفئات اﻻجتماعية الهشة، دون المتاجرة بآﻻمهم وآمالهم..
ملاحظات انطباعية (أو ملاحظتان) ﻻ تقدم تحليلا شاملاللحوار أو رؤية مكتملة لبرنامج المترشح، لكنها قد تعطي إشارات ومؤشرات ربما تساعد المتلقي على اﻻقتراب أكثر من مضمون الحوار، ومن المحاور (بالفتح) أيضا..

  شارك المقال: