مأساة خدامة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الإخوة الكرام
قبل لحظات من الآن وأنا أتصفح صفحات بعض الاصدقاء على هذ العالم ,طالعتني صورة هذه السيدة التي دخلت في عقدها الثمانيني وقد كتب عنها احد المدونين انها تعرضت لظلم من إدارة الإفساد الترابي والمعروفة إختصارا ب ( لادي ) أي لا دين ولا مروءة وكنت انوي مشاركة المنشور لأبرئ ذمتي امام الله من عدم محاولة إصاله لمن يهمه الامر وإن كنت اعتقد جازما انه لا احد من المسؤولين سيرفع الظلم عن هذه المسكينة.

وبعد تأمل في الصورة تذكرت صاحبة الوجه الذي ملأته تجاعيد سنين القهر والحزن والظلم وعاديات الزمن وكرّ الجديدين فسالت دموع العين تحرق الخدين وقد عرفت هذه الصابرة الطاهرة المعتكفة عن أعراض الناس بذكر الله والانطواء على مصابها الذي تنوء الجبال بحمله
وللتصحيح هذه السيدة تدعى ( خدامه ).

وإليكم قصة هذه السيدة : خدامه التي
رزقها الله في منتصف الستينات بولد وسمته ( جعفرا) تيامنا بابن عم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم ترزق بغيره لا قبله ولا بعده ,وفى الثمانينات من القرن الماضي هاجرت وإياه إلي عاصمة البلاد علّ وعسى ان تجد فيها مستقرا تأوي إليه وعملا بسيطا لفلذة كبدها يغنيهم عن السؤال وقد سبقها من قبل اخ لها وقد وهبها اخوها كوخا ( ابراگ) عند الوقفه الاخيره ( سيزيم )
وتمضي السنين ويكبر ( جعفر) وتكبر احلامه بتغيير الواقع المزري فيفكر في الهجرة عل وعسى ان يحسن من حال والدته وخاله الذي خذله الحظ في التحسين من حالهم ..
يفاتح الولد جعفر والدته (خدامه) في الموضوع فيقع عليها كالصاعقه وترفض الامر.. إنه إحساس الأم والخوف من المجهول ولوعة الفراق ,لكن الابن ظل يصر ويصر ويلح على والدته حتى استسلمت ووافقت علي السماح له بالسفر شريطة ان لا يقطع الإتصال بها ولا يمضي عنها فوق السنة,
اخذ (جعفر) حقيبته واخرج قدمه اليمنى من حذائه ووطئ بها الارض لتأخذ (خدامه) حفنة من تراب أثره وتحتفظ بها... مرت اشهر ومابين الحين والحين يرسل خبره بعد ان أقام في دولة مالي وقبل انقضاء السنة بقليل حيث كانت ( خدامه) تنتظر عودة( جعفر )بعد ان وعدها أن يأتي قبل نهاية السنة وكان ذلك في بداية التسعينات لكن جاء ذلك اليوم المشؤوم حيث وصلت الاخبار أن( جعفرا) أشترى بضاعة وحملها صحبة شخص عرفه قبل فترة قصيرة في السوق بعد ان اخبره هذا الشخص أنه يعرف منطقة سيبيع فيها تلك البضاعة لأنها مفقودة.

خرجا معا وبعد أسابيع عاد ذلك الشخص ولم يعد( جعفر) بحث القوم وأعياهم البحث ..استجوبوا رفيق سفره ولم يبح بأي شيء.. تعب الجميع وسلموا امرهم إلى الله وفكروا في ان (جعفر ) رب ما قُتل اواختطفه الجن لكن الام المكلومة طرقت كل الابواب وكل الإدارات وابواب المسؤولين وذوي القربى دون ان تجد من يساعدها او يعطف على حالها وظلت تردد سيعود (جعفر) يوما...سيعود
ترى هل تراها تؤمل إنصافا من إدارة قد خذلتها في العثور على اثر اوخبر عن (جعفر ) ؟؟؟؟؟؟؟؟
وتعيد لها حقها من( لادي )
وهل تراها تندم علي كوخ
اكثر من ندمها وحسرتها على فلذة كبدها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وماهذه القلوب القاسية التى أصبحنا نحملها ,أما كان يشفع لها سنها وبؤسها وقلة حيلتها ,أليس من الواجب علي ابناء القبيلة شرعا وعرفا وقانونا وأخلاقا ومروءة وحمية ودفاعا عن العرض والشرف الدفاع عنها إذا تخلت الدولة عن إعطاء كل ذي حق حقه من مواطنيها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!
أعاد الله (جعفر)إن كان حيا ورحمه الله جعفر بن خدامه إن كان ميتا .

من صفحة :محفوظ ولد سيدي ولد الزين ولد بيان

  شارك المقال: