شراب بارد لروح الوطن ...

نواكشوط ـ "صوتك" ـ
إذا كنت تحب أن تشاهد فلم من دراما الواقع فقط توجه الى أحد مستشفيات العاصمة .وخاصة مستشفى امراض القلب. ويكفيك فقط قسم الحالات المستعجلة فكل القصص الدرامية لها فصل أول تجري أحداثه هناك.
ولكن قد لا استطيع تقديم وصف دقيق لتلك المشاهد التي رأيتها في أروقة ذلك القسم لأنها تفوق تصور كل المخرجين والمؤلفين.
فعندما تدخل الحالات المستعجلة التي لا تتجاوز مساحتها حسب تقديري 200 متر مربع . يستقبلك طاقم يتكون من ممرضين وبعض الاطباء الشباب حسب ما أظن انهم في بداية حياتهم المهنية .
كل المرضى القادمين هم اشخاص بين الحياة والموت، يعاني معظمهم من نوبات قلبية تتفاوت في حدتها وآخرون حسب ما أرى يعانون ضيق تنفس .وآخرون يعانون ارتفاع الضغط...
رغم ان ذاك الطاقم لا يدخر جهدا لإسعاف المرضى الا أن غياب الأخصائيين ليس له مبرر.
تواجدت فيه ليالي متفرقة لاحظت فيها قدوم حالة مستعجلة كل ساعة تقريبا فكل ماكان يدور في خاطري لماذا لا يتواجد أخصائي كل ليلة .
قال لي أحدهم ان كل ليلة يكون احد الأخصائيين في الخدمة عند الإتصال به يحضر عند وجود حالة طارئة .
لحد الان لا ادري ماهي الحالة الطارئة من وجهة نظرهم.
رايت مرضى وذويهم حالتهم المادية تطرح تساؤلا كيف استطاعوا الحصول على أجرة سيارة للوصول.
وكيف سيستطيعون مستقبلا هم وأمثالهم الوصول إلى المستشفى الذي وضع في غيابات الجب على طريق نواذيبو بجانب الجامعة. سأحسن بهم ظن فالهواء هنالك قد يكون له تاثير إجابي على حالة المرضى النفسية رغم ان التأثير السلبي على حالتهم المادية سيكون له الوقع الاكبر .
لحظات الانتظار في أروقة الحالات المستعجلة تجعل منك انسانا وطنيا ولكن بشكل آخر .
لا يحمل هم الموالاة ولا المعارضة ولا المأمورية الثالثة ولا الخامسة والسبعون .
ليس له مكان بين تماثيل و أهرام المعارضة
ولا بين أسوار و حصون المولات .
تجعل منك مواطنا لا يريد من وطنه سوى وصفة طبية لإنقاذ حياة .
في لحظات وجدت مكاني بين أولئك الذين لا يريدون سوى حضن هذا الوطن ولا يعنيهم وضعه بين خطين من عدمه.
أظن انني من أهل
#أزريگ كما قلت بالامس
لكني اليوم
سأقول
#نعم_لزريگه_باردة
اسقي به الجميع لتصل الى روح الوطن
من صفحة تحي منت سيدي

  شارك المقال: