حول الكهرباء/ دمب ولد الميداح

لست ممن يلومون شركة الكهرباء على الإنقطاعات المتكررة لأني أعرف أن عمالها يتأثرون بالظلام كما نتأثر نحن الزبناء به و لأني أرجع تلك المشاكل إلى معضلات فنية يستعصي حلها و أحمِّل مسؤوليتها دائما للأجهزة البالية و "للتراكمات" المزمنة.
المهم أننا بتنا ليلة ليلاء، "يمد فيها الشخص إصبعه و لا يراه".
و عند وقت السحور، لاحظت أن بيوت الجيران مضيئة كلها و نحن في ظلام دامس... ففهمت أن خللا في أجهزتنا يحجب عنا الضوء و قررت أن أتصل في الصباح الباكر بالشركة علها ترسل معي عاملا يصلح ما أفسدته الانقطاعات التي باتت تعبث بنا كما شاءت.
هممت بالتوجه إلى المؤسسة في حدود الثامنة و النصف و عند الباب وجدت عاملا ملثما، فسلمني واحدة من رزمة الأوراق التي يحملها... فإذا هي "فكتيرة" مغلظة...
انتهزت وجوده لأطلب منه المساعدة في حل مشكلتنا و لكنه اعتذر بعدم الاختصاص و مضى إلى سبيله بعد أن نصحني مشكورا بتسديد المبلغ فورا لأن "فرق القطع" تجوب المقاطعة منذ أمس... و بعد أن طمأنته بأن "المقطوع لا يقطع ثانية".

  شارك المقال: