راحلون

شيخ ولد بلعمش

رحيل فتية في عمر الورد و أحباب غالين و شيوخ مبجلين و أقوياء متنفذين و ضعفاء مستضعفين و شعراء و فنانين و صالحين و طالحين ; كل تلك رسل إلينا بأن الدائرة تضيق من حولنا و أنه مأخوذ بنا لا محالة و أنه لا مجال للهرب و من قبل تحدى القاهر فوق عباده معشر الجن و الإنس أن ينفذوا من أقطار السموات و الأرض .

إنها النتيجة ذاتها بالنسبة لي : نحن لم نكن شيئا و مخطئون حين نظن أنفسنا الآن شيئا و مصيرنا الفناء فاللهم ارحم الموتى و الطف بالأحياء توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين و ارض عن لبيد بن ربيعة العامري فما أصدق قوله

إذا المرءُ أسْرَى ليلة ً ظنَّ أنهُ***قضَى عَمَلاً والمَرْءَ ما عاشَ عامِلُ

فَقُولا لَهُ إنْ كانَ يَقْسِمُ أمْرَهُ***ألَمّا يَعِظْكَ الدَّهرُ، أُمُّكَ هابلُ

فتَعْلمَ أنْ لا أنتَ مُدْرِكُ ما مضَى***وَلا أنتَ ممّا تَحذَرُ النّفسُ وَائِلُ

فإنْ أنتَ لم تَصْدُقْكَ نَفسُكَ فانتسبْ***لَعَلَّكَ تهديكَ القُرُونُ الأوائِلُ

فإنْ لم تَجِدْ مِنْ دونِ عَدْنانَ باقياً***ودونَ معدٍّ فلتزَعْكَ العَوَاذِلُ

أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ***بلى : كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ

ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ***وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ

وكلُّ أُنَاسٍ سوْفَ تَدخُلُ بَينَهُمْ***دُوَيْهية ٌ تصفَرُّ مِنها الأنَامِلُ

وكلُّ امرىء ٍ يَوْماً سيعلمُ سعيهُ*** إذا كُشِّفَتْ عندَ الإلَهِ المَحاصِلُ

  شارك المقال: