فى رثاء الشيخ ولد خطاري

في رثاء الرجل الفاضل المرحوم الشيخ ولد خطاري أسكنه الله فسيح جناته

إلى الشيخ الأبي بكل حي
أبي حن كل فتى أبي
وأصبح بعده مما سواه
خليا أو بمنزلة الخلي
شجيا والشجي وإن تعزى
فلا يلوي على غير الشجي
فأجرى دمعه المنساب عفوا
عليه وجاد بالدمع العصي
يُفيض على رحيل الشيخ حزنا
عليه دموعه فيض الأتي
فقد أمست بلاد كان فيها
خرابا بعده من دون مي
على أطلالها الشعراء تبكي
كما تبكي على أطلال مي
فقد كان الفعول لكل فعل
كريم والتروك لكل غي
قؤولا للصواب بكل لفظ
لدى الإلقا من العورا عري
سليم الفعل من أمر رديء
بريء النطق من قول بذي
عمادا للمعالي ركن حزب
سني الطرح ذي هدف سني
حييا ذا ضمير في زمان
قليلُ ذو ضمير فيه حي
عزوفا عن مقاربة الدنايا
وعنها أو مخالطة الدني
تقيا من تقي من تقي
نقيا من نقي من نقي
إلى خلق قويم قد تبدى
لرائيه إلى طبع شذي
إلى نبل إلى فضل إلى ما
عرفنا فيه من قفو النبي
ومن كرم ومن بذل لمال
لذي الحوجا على وجه خفي
سخيا بالنوال سخاء نفس
تقاعس دونه كرم السخي
سريا قد نماه إلى المعالي
سري من سري من سري
حبيا جاده غيث حبي
من الرحمات من رب حبي
وأسكنه من الجنات دارا
بها ما شاء من طعم شهي
وبارك في بنيه وفي ذويه
فهم حفاظ منهجه السوي
ففي أبناء خطاري المعالي
تلقن كالمعارف للصبي
وتلك مزية فيهم جنوها
من الآبا مع الأدب الجني
توارثها بنو حسن فضموا
بها العلياء للنسب الزكي
فصاروا لا ترى فيهم سوى ذي
هدى وندى وطبع أريحي
وفاقوا من سواهم في المعالي
وفِي لين العريكة والرقي
أدام الله عزتهم وأبقى
لهم أمجادهم في كل حي
الحسين بن محنض

  شارك المقال: