بنت الميداح : هنالك حملة على الفن لكنني لست معارضة

ريم آفريك ـ ارتفعت وتيرة الحراك الفني المعارض للسلطة في الفترة الأخيرة، حيث مثلت الأغنية والمعزوفة والنص الأديب أحد أبرز أسلحة أقطاب من المعارضة تعيش حالة صراع دائم مع السلطة، وكان من آخر الأصوات الفنية المناوئة للسلطة أغنية جديدة للفنان اعل سالم ولد أعليه، وأخرى للفنان الشيخ ولد آبه تنتقدان السلطة والبرلمان

لبابة ..فنانة لا معارضة

للفنانين رأيهم، وخصوصا أولئك الذين يحظون بمستوى كبير من الشهرة والإجماعية عند الموريتانيين، حيث ترى الفنانة المعروفة لبابة بنت الميداح أن الفنان مواطن مثل الآخرين، من حقه أن يوالي السلطة أو يعارضها.
وتؤكد بنت الميداح في تصريحها لموقع ريم آفريك " أنا شخصيا يجمعني حب هذا الوطن بكل الموريتانيين،أحب الوطن وكل المواطنين، لم أعارض سابقا ولن أعارض أيضا في المستقبل"

وتضيف الفنانة بنت الميداح وهي سليلة أسرة فنية معروفة وإحدى أشهر الفنانات الموريتانيات إن " هنالك حملة ضد الفن بدأت مع مطلع الألفين، وقد استجاب لها البعض"
وتقول بنت الميداح " رغم كل الحملات، يبقى الفنان شخصا مؤمنا بالله تعالى ويعرف أن ما عند الله أكثر وأهم مما عند الناس وأن عطاء الله دائم ومستمر ولا يمكن أن يوقفه شيئ
من المعلومة إلى أولاد لبلاد

مثلت البرلمانية المعروفة الفنانة المعلومة بنت الميداح صوت الفن المعارض الأبرز في موريتانيا لسنوات طويلة، حيث كانت لحونها تؤكد صوت الجماهير " امعارضين، امعارضين" فيما ظلت تقدم بالفن نموذج الرئيس المنشود وفق رأيها " نحتاج زعيم كيفك يا أحمد"
جرت بعد ذلك متغيرات كثيرة في الساحة السياسية، وانتقلت بنت الميداح إلى صف السلطة، مكتفية بأغان غير سياسية، مقابل دور سياسي مشهود في مجلس الشيوخ

أولاد لبلاد ..أو الرفض

مجموعة أولاد لبلاد أو فنانو الراب، نموذج جديد من الفن يقوم على رفض الأنساق الفنية السائدة، وقوالبها التقليدية، لكن دائرة الرفض اتسعت لتشمل السياسة.
حيث تمثل فرقة أولاد لبلاد أبرز الأصوات الفنية المعارضة للسلطة الآن.
وتتهم أطراف من السلطة الفرقة الشبابية بأنها ذراع فني لرجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو.
أغاني

معارضة أم التزام

يتفق الشابان المعارضان عبد الناصر بيبه وأحمد ولد جدو على أن الحراك الفني المناوئ للسلطة في موريتانيا لا يمثل موقفا معارضا بقدر ما يعبر عن التزام مبدئي

ويقول الشاب عبد الناصر في تصريح لموقع ريم آفريك " ما يحصل الآن هو التزام طرف فنانينا بعد فترة طويلة كان خلالها التملق السياسي هو المهيمن على هذ المجال، لكن الفترة الأخيرة أصبحنا نشاهد تغييرا ملحوظ والتزام لمعظم فنانينا وتركيزهم على المواضيع التي تتحدث عن هموم الوطن

أما الإعلامي أحمد ولد جدو فيقول في تصريح لموقع ريم آفريك إن "موريتانيا بلد محتقن ويحتله الظلم الفساد وبالتالي من العادي جدا أن ينعكس ذلك على الإنتاج الإبداعي فيها، حيث يتفاعل المبدع والفنان مع واقعه وواقع شعبه ويقدمه عبر فنه؛ وهذا أمر طبيعي جدا بل مستحب حسب اعتقادي"

استغلال للفن

وبعيدا عن فرضية الموقف المبدئي يؤكد آخرون أن بعض السياسيين المعارضين يستغلون الوضع الاقتصادي غير المريح للفنانين، وكذا بقية الشعب الموريتاني، مؤكدا أن هذا هو أبرز دافع وراء الحالة التي يعيشها المواطنون.
ويؤكد فنان موريتاني طلب عدم ذكر اسمه " أن تعامل النظام الحالي مع الفن يبدو غريبا جدا، حيث عمل على إبعادهم عن الزيارات الرئيسية، وعلى رفض كل ما يتعلق بالفن والثقافة"

بين الفن والسياسة علاقة وطيدة منذ فترة، أما الآن فإن المعارضة هي أبرز مظاهر تلك العلاقة، بعد فترة موالاة كاملة، ردد فيها الفنانون " الخير جانا بامجيكم"

  شارك المقال: