
لم تكن فرنسا يومًا تطمح لإقامة دولة في هذا المنتبذ القصي من الصحراء؛ فهنا، في فضاءٍ قاسٍ لا يغرِي أحدًا، يعيش بشرٌ عصيّون على التطويع، في أرض لا تنبت إلا الشياطين وأشجار جهنم حسب تعبير بعض الغربيين.
لقد عجز الهولنديون والإنجليز والفرنسيون عن إخضاع ساكنة هذه السهوب أو قولبتهم، فغسلوا أيديهم منهم، وخلصوا نجيا: هذه الأرض وأهلها لا يصلحون لشيء و لا يستحقون شيئا.
وحين استعمرت فرنسا هذا الصقع عملت بمقولة: "خذ خيره ولا تجعله وطنا" فكانت تديره من السنغال.
لكن جيل التأسيس اختار طريقًا آخر؛ طريق البناء من العدم، طريق التحدي وصناعة دولة تنبت من الرمل وتخرج من شقوقالوطن… الخيمة
لم تكن فرنسا يومًا تطمح لإقامة دولة في هذا المنتبذ القصي من الصحراء؛ فهنا، في فضاءٍ قاسٍ لا يغرِي أحدًا، يعيش بشرٌ عصيّون على التطويع، في أرض لا تنبت إلا الشياطين وأشجار جهنم حسب تعبير بعض الغربيين.
لقد عجز الهولنديون والإنجليز والفرنسيون عن إخضاع ساكنة هذه السهوب أو قولبتهم، فغسلوا أيديهم منهم، وخلصوا نجيا: هذه الأرض وأهلها لا يصلحون لشيء و لا يستحقون شيئا.
وحين استعمرت فرنسا هذا الصقع عملت بمقولة: "خذ خيره ولا تجعله وطنا" فكانت تديره من السنغال.
لكن جيل التأسيس اختار طريقًا آخر؛ طريق البناء من العدم، طريق التحدي وصناعة دولة تنبت من الرمل وتخرج من شقوق الحجر:
قد يطلع الحجر الصغير براعماً :: وتسيل منه جداولٌ وظلال
وعندما جاء الجنرال ديغول لوضع الحجر الأساس للدولة الناشئة، استقبلوه في خيمة بين الرمال، ليقولوا له ببلاغة الصمت:
"انظر… نحن نبدأ من الصفر، ولا منّةَ لأحدٍ علينا".
كامل التحدي









