ثلاث طالبات فلسطينيات يبتكرن تقنية إلكترونية للحد من حوادث السير

يارا الشافعي وسندس دحبور ورغد قطنية، ثلاث طالبات يدرسن هندسة أنظمة الحاسوب في جامعة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله، طوّرن مشروعاً تقنياً بعنوان «نظام مواصلات ذكي في المدن الذكية»، يقوم على فكرة المكافحة الإلكترونية للاكتظاظ المروري في المدن الفلسطينية.

وقالت الشافعي: «نظراً إلى التزايد الملحوظ في الكثافة السكانية، بالإضافة إلى عدد المركبات المتحركة في الشوارع داخل المدن الفلسطينية، فإن وجود نظام مواصلات ذكي داخل هذه المدن يعتبر حلاً كافياً يقود إلى حياة مريحة للمواطنين، بالإضافة إلى المساهمة في تقليل حالات الاكتظاظ».

وأضافت: «يركز المشروع على تنظيم حركة السير وتحديد أماكن الحوادث كحالة خاصة. كل هذا يتم بناء على استخدام الإنترنت ونظام تحديد المواقع، بالإضافة إلى قواعد بيانات مخزنة في خوادم موزعة داخل حدود المدينة».

الخادم، والذي يشكـــل قلـــب هذا النظام، يستقبل حزم معلـــوماتيـــة من السيارات المتحركة في الشوارع ضمـــن نطـاقه المحدد من أجل احتساب عدد السيارات فــي كـــل شارع، حيث سيتم التحكم بالإشارات الضوئية بطـــريقة تعتمد على إعطاء الأولوية لهذه الإشارات. هذا كله يعتمد على جــوانب عدة: عدد المركبات في كل شـــارع، وقيمــة فاصلة معينة، ففي حال كان عدد المركبات أقـــل من هذه القيمة سيتم إعطاء الأولوية للشارع الذي يحتـــوي على أكبر عدد من المركبات، أما في حال كان عدد المركبات أكبر من هذه القيمة فإن الخادم سيرسل أوامر تفيد بفتح الشارع المغلق منذ زمن أطول.

وعملت الطالبات على المشروع بناء على فكرة اقترحها المشرف عليهن الدكتور إياد طومار فأجببنها وعملن عليها بشغف لمدة سنة كاملة.

وقالت دحبور: «في حال وقوع حادث، فإن هنالك حقلاً معيناً في الحزمة الخاصة بالسيارة من أجل إخبار الخادم بوقوع حادث طارئ. عندما يستقبل الخادم هذه الحزمة يتم تنظيم حركة السير بطريقة مختلفة، وبالتوازي مع إعلام مركز الشرطة والمشافي بوقوع الحادث».

وأضافت: «هذا المشروع يوفر الوقت والجهد للمستهلك لأنه لا يعتمد على انتظار السيارة داخل كل تقاطع بين إضاءة إشارات المرور. ونظراً إلى أن كل التقاطعات داخل المدينة الواحدة يتم التعامل معها بشكل مستقل، فإن هذا يعني أن عمليه التنظيم للمدينة بأسرها ستتم بشكل مستمر ومحسن من أجل تقليل اكتظاظ حركة السير».

والهدف من هذا المشروع هو التقليل من أزمة السير قدر المستطاع، بالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع بشكل أساسي إلى تقليل زمن انتظار السيارات على التقاطعات، وإمكان تحديد أماكن وقوع حوادث السير والتصرف على أساسه بسرعة وبطريقة مناسبة.

وأكدت ثالثتهن قطنية: «بدأنا بقراءة أبحاث سابقة لأشخاص عملوا في هذا الإطار واطلعنا على الحلول التي قدموها وماهية المشاكل التي واجهتهم، والأمور التي استعصى حلها فكانت معظم الحلول تقتصر على تنظيم حركة السير، ولم يأخذوا الحوادث بعين الاعتبار».

وعادت الشافعي لتؤكد: «في فترات كنا نعمل بعضنا مع بعض، مثلاً في بناء الخوارزمية وتطويرها واختبارها، وفي فترة أخرى تم تقسيم العمل، في حالة قراءة الأبحاث، إذ كانت كل منّا تقرأ مجموعة مختلفة من المراجع، وعندما نفرغ تقدم كل واحدة ملخصاً عما قرأته».

بعد مرحلة قراءة الأبحاث، انتقلت الطالبات إلى تطوير خوارزمية تعالج المشكلة بطريقة تفضي إلى نتيجة أفضل من طرق تنظيم السير التقليدية أو التي قرأن ثلاثتهن عنها. وتقول دحبور: «بما أن الحوادث جزء مهم في أي نظام مواصلات، وتتسبب بأزمات مرورية، فقد عالجنا هذا الأمر، وكنا نتواصل عبر «سكايب» أحياناً، ونلتقي في السكن الجامعي في مرات أخرى، بخاصة أن كل واحدة منّا من منطقة جغرافية مختلفة، وكان اللقاء من الصعوبات التي واجهتنا، كما واجهتنا تحديات أخرى، كاختيار البرنامج المناسب لتطبيق الخوارزمية، وكذلك لغة البرمجة المناسبة، وتطوير الخوارزمية نفسها وتحويلها إلى «كود».

  شارك المقال: