بطلان نسب 5 أبناء لزوج عقيم بعد 25 سنة من زواج

عاش مخدوعاً خمسة وعشرين عاماً.. لم يتخيل أنه سيأتى عليه يوم يجد أن سنوات عمره ذهبت هباء.. وأن الحلم الذى ظل ينتظره يكبر يوماً بعد يوم صار سراباً... لم يتصور أن يقف ضد أبنائه الخمسة أمام المحكمة، ليحصل على أصعب حكم يصدر لصالح أب. هذه السطور مقدمة لقضية تداولت فى أروقة المحاكم مقيم الدعوى فيها بدأ حياته عاملاً بإحدى الورش حتى أصبح صاحب مصنع من أجل مستقبل أولاده الخمسة حتى يصل بهم لبر الأمان، ولكن دائماً ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فالصدمة التى وقعت على رأسه والتى كانت بمثابة زلزال هدم حياته، جعلته يبكى قائلاً يا ليتنى مت قبل أن أقف هذا الموقف.

تبدأ الحكاية عندما تعرف بطل القصة على شريكة حياته، وتقدم لخطبتها وسرعان ما تم الزواج، وعاش الزوجان حياة غير سعيدة بسبب تأخر الإنجاب ثلاث سنوات، وتوجهت الزوجة إلى الأطباء، وأجرت عدة تحاليل، وتناولت بعض العقاقير التى تمكنها من الإنجاب، رغم تأكيد الأطباء لها أنه لا مانع لديها من الإنجاب.. لكن الزوج كان مثل الكثيرين وقتها.. يرفض الذهاب إلى الأطباء، كما يعتبر البعض بأن المرأة وحدها هى السبب، وتركت الزوجة منزلها، وأقامت لدى والدها ولم يفكر الزوج فى إعادتها إلا بعد أن أخبرته بحملها بطفلها الأول. سعد الزوج بهذا الخبر سعادة لا توصفها الكلمات، وبعد تسعة أشهر رزقه الله بابنه الأكبر، وهو الآن فى المرحلة الجامعية.. وتزداد فرحة الأب عندما أتى طفله الثانى.. ثم كانت فرحته الأكبر بوصول أول ابنة بعد ولدين.. ثم رزق بابنته الرابعة وبعدها بسنوات جاء آخر العنقود الابن الخامس.
ومرت حياة الرجل، وهو لا يفكر إلا فى تأمين مستقبل أبنائه الخمسة.

وواصل الأب الليل بالنهار فى العمل حتى أصبح صاحب مصنع وبدأ يشترى لأولاده شققاً ليزوجهم عقب انتهائهم من المراحل التعليمية.

أصيب الأب بوعكة صحية مفاجئة، وذهب إلى الطبيب الذى أسرع بإجراء عملية جراحية لاستئصال المرارة. وتسببت هذه الجراحة فى جرح للزوج ليس له علاج، حيث إنه كشف أمامه المستور عن الجريمة التى فعلتها ضده زوجته وشريكة حياته طوال سنوات زواجهما التى تعدت الخامسة والعشرين عاماً!
فبعد فترة من إجراء العملية.. تغير حال الزوج صحياً.. وأصبحت علاقتهما الزوجية الحميمية ضعيفة.. وبدأت الزوجة تتذمر من حال الزوج.. وتطلب منه أن يعرض نفسه على الأطباء. ورضخ الزوج لطلب زوجته وتوجه إلى طبيب مختص فى الأمور الزوجية.. وروى له تطورات حالته الصحية حتى وصوله إلى مرحلة الضعف الجنسى، وطلب منه الطبيب إجراء التحاليل التى على أثرها سيبدأ مرحلة العلاج.

وكانت المفاجأة التى لم يصدقها عقل عندما أخبر الطبيب الزوج بأن التحاليل التى أجراها تؤكد أنه عقيم.. وأن هذا العيب موجود به منذ ولادته، ولا يمكن علاجه.. وليس أمراً جديداً أو بسبب العملية. لم يصدق الزوج كلام الطبيب، وتوجه إلى طبيب آخر وأجرى تحليلاً للمرة الثانية، وأكدت صحة التحاليل الأولى. عاد الأب إلى بيته، أغلق على نفسه باب غرفته وراح يستعيد كل الذكريات التى جمعته بزوجته.. وهو يتساءل متى وكيف خانته.

وقرر الزوج أن يكون رده على هذا الفعل عملياً، فتقدم بدعوى قضائية أمام محكمة أسرة مصر الجديدة ضد زوجته يطلب فيها نفى نسب أبنائه الخمسة.. وقدم كل الأوراق التى تؤكد صحة كلامه.

لم تصدق الزوجة ما فعله زوجها واتهمته بالجنون، وأمام المحكمة رفضت اتهام زوجها لها بالخيانة، والغريب أن الزوجة كانت تتخيل أنها على حق، فهى لم تكن تعلم ولا تتخيل أن أبناءها الخمسة هم أبناء عشيقها، حتى اكتشفت مع زوجها بالصدفة أنهم ليسوا أبناءه.

اصطحب الزوج زوجته عقب انتهاء الجلسة الأولى بالمحكمة إلى بيتهما وجلس معها بمفرده، وضغط عليها لتخبره بالحقيقة كاملة.. واعترفت بقصة خيانتها بالكامل، فأخبرته أنه فى بداية زواجهما خلال الثلاث سنوات الأولى التى لم ينجبا فيها.. كانت المشاكل كثيره بينهما.. ورغم أنها كانت تريد الانفصال عنه.. إلا أن أسرتها كانوا يرفضون طلاقها. وبدأ حينها صديقه والذى كان يعمل معه فى ذلك الوقت.. ويتشاركان الاثنان ورشة صغيرة تحولت فيما بعد إلى مصنع التقرب إليها، فجذبها بطيبة قلبه وبحنانه الذى عوضها به عن قسوة زوجها، ووصلت الخيانة إلى غرفة النوم.. وعندما حملت فى طفلهما الأول.. لم تتخيل أنه ابن لعشيقها وتخيلت أنه ابن زوجها بالفعل!

وقالت أيضاً.. إنها رغم إحساسها بالذنب كل مرة كانت تخونه فيها.. لكن عندما تلجأ إلى عشيقها تشعر معه بالحب والحنان. وبعد اعتراف الزوجة، طلب منها الزوج تأخذ أبناءها الخمسة وتترك المنزل حتى حصوله على الحكم. طلبت المحكمة تحليل حامض الـDNA للأب والأبناء الخمسة.. وأثبتت التحاليل أنهم ليسوا أبناءه.

وصدر الحكم بنفى نسب الأبناء الخمسة لأبيهم وتركت الزوجة وأولادها المنزل كلا يحمل حقيبة صغيرة فى يده وتبادلوا النظرات مع الرجل والدموع تنهال من عيون الجميع فالكل غير مصدق..

  شارك المقال: