زوجة تطلب من المحكمة خلعها لأن زوجها رفض تدخينها

جميلة لكن مدخنة، من أسرة عريقة لكن مدخنة، جامعية وصاحبة شهادة مرموقة لكن مدخنة.. بل لا يمكن إطلاقا أن يقال: مؤدبة لكن مدخنة، لأن التدخين عادة قبيحة تسقط صاحبها من الأنظار، وتحط من قدره.

ومن المألوف أن ترفع زوجة دعوى خلع من زوجها لتعرضها للضرب أو الإهانة من زوجها أو لرفضه الانفاق عليها أو على ابنائها ، لكن هذا ما شهدته محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة دعوى خلع أقامتها زوجة فى العقد الثانى من عمرها بعد زواج ثمانية أشهر فقط، ضد زوجها بعد أن منعها من التدخين، مدافعة عن حقها فيه وانها لم تقبل التحكم فى حياتها والتضييق عليها فى كل الاحوال.

وقفت الزوجة أمام المحكمة بصمود هز أركانها، وكأنها تدافع عن أحد حقوقها الشرعية غير مبالية بنظرة المجتمع لها، تروى بكل ثقة: زوجى متحكم فى كل شىء فى حياتى، بالرغم من أننا اتفقنا قبل الزواج أن أعمل اللى يريحنى، وإنه مش هيتعرض لى ولكنه استمر فى خنقى لأنه متخلف، فرفض أن أدخن السجائر رفض أنه أبسط حقوقى فإذا كان لديه واجبات عندى فأنا لدى حقوق عنده، فقد قسم الله بيننا الحياة حقوقا وواجبات وأنا ألتزم بكل واجباتى، فعليه هو الالتزام بحقوقى، أما التدخين فهو ظاهرة طبيعية و«حرية شخصية أو عادة ترفيهية»، وأن أمارس التدخين فى الأماكن العامة، بل هو أيضا دليل على تطور المرأة.

ولكن كان للزوج حديث آخر، ولكنه كان يزداد عنها خجلاً يرتسم على وجهه الحزن وتكسو ملامحه الخيبة، وكأنه هو المخطئ معلقاً: «سيدى القاضى الزوجة المدخنة تتصف بالانفلات الأخلاقى، فهذه هى ثقافة مجتمعنا المصرى أما عن كوننا اتفقنا أنها تدخن قبل الزواج فهذا بسبب أننا نتجاهل ذلك معاً، وتكف هى عن ذلك مع الوقت ولكنها رفضت ان تقلع عنه وأنا لم أوافق بأن تكون زوجتى مدخنة لان المرأة المدخنة «رجل سيئ بجسم امرأة».. فالتدخين يشوه أنوثتها، ويسلبها نعومتها ورقتها المعهودة، حتى بات منظرها لى مستفزا لأبعد درجة، وإذا كان التدخين لا يليق بالرجال أصلا فكيف بأنثى، أما على صعيد تربية الاطفال فرؤيتهم لأمهم وهى تدخن شىء يرتبط لحد كبير بخلل تربوى وفجوة نفسية لديهم من الصعب معالجتها، فضلا عن تخلخل النظرة للأم المحضن والقدوة، أو على الأقل محاولة المحاكاة والتشبه، وهذه طامة كبرى وبلية عظمى.

وقضت المحكمة بعد رفض الزوجة لمحاولات الصلح بقبول دعواها وخلعها من زوجها.

  شارك المقال: