لم يندم على فعلته.. ووصف أبويه بالمجرمين بعد ارتكابه الجريمة

كشف أشقاء وأقرباء المتهم بقتل والديه حرقاً، المدعو أحمد الشحي 38 سنة، لـ«الإمارات اليوم»، عن اعتناقه الفكر التكفيري منذ 15 سنة، حيث أصبح يحرم ويحلل ويصدر فتاوى لوالديه وأفراد الأسرة، ويكفر كل شخص لا يأخذ بنصيحته ومعتقداته الضالة.

تشييع

شيع سكان رأس الخيمة، وقبيلة الشحوح، ظهر أمس، جنازة والد القاتل وسط حزن شديد، واستنكار للجريمة التي راح ضحيتها المواطن خلفان الشحي، وزوجته، على يد ابنهما أحمد.

وأوضحوا، لـ«الإمارات اليوم»، أن المتهم نفذ جريمته وقتل والديه حرقاً بشكل مفاجئ، ما شكل لهم صدمة لبشاعة الجريمة، إذ لم يعتقدوا في أي لحظة أن فكره الضلالي قد يجره إلى قتل والديه وحرقهما بالنار، مشيرين إلى أن المتهم لم يبدِ أي علامات الندم، خلال لقائهم معه في مركز الشرطة بعد القبض عليه، وعند سؤالهم له عن سبب الجريمة، قال: «هذول مجرمين».

وكشف خالد الشحي 40 سنة، الابن الأكبر للمجني عليهما، عن تفاصيل جديدة في جريمة القتل، قائلاً إن «المتهم دخل منزل الوالد بعد الساعة السادسة والنصف من صباح الأحد الماضي، وقام بالبحث عن والدي فوجده في الطابق الأول من المنزل، فجره إلى الطابق الأرضي وسكب عليه البنزين، وأشعل النار في جسده»، وتابع «أمي المقعدة على كرسي أصيبت بصدمة، عندما شاهدت أحمد يشعل النار في أبي، وصرخت في وجهه وتقول: (حرام عليك هذا أبوك ليش تقتله)».

وأوضح أن «المتهم لم يكترث بتوسلات أمه وجرها وسكب البنزين عليها، وأشعل النيران فيها»، مشيراً إلى أن «شقيقه حمدان كان نائماً في غرفته، وسمع صراخ أبي وأمي، وعندما خرج من غرفته ضربه المتهم وطعنه بسيف، وضربه على رأسه حتى أفقده الوعي مؤقتاً، وفر هارباً من المنزل».

وذكر أن الخادمة هربت من المنزل فور مشاهدة أحمد يشعل النار في جسم والديه، وبدأت تستغيث بالمارة والسائقين في الشارع العام.

وأوضح أنه «بعد إنقاذ العمال لحمدان، قام على الفور بالاتصال بي، وكان يصرخ ويبكي ويقول (أحمد قتل بوي وأمي بالنار)، وتابع لم أصدق ما سمعته من حمدان».

وأوضح «توجهت من منزلي إلى منزل الأسرة، فوجدت أبي يحترق والنار تلتهمه وهو يتحرك بشكل عشوائي محاولاً الهرب من المكان، لكنه سقط على الأرض»، وتابع: «أصبت بصدمة شديدة فلم أعد أتخيل ما يحدث أمامي، وحاولت إنقاذ أبي وإطفاء النار، فلم أستطع وبدأت أصرخ وأقول (ليش يا أحمد قتلت بوي وأمي)، وأثناء ذلك سمعت صراخ وأنين أمي، فحاولت دخول الصالة لإنقاذها، فوجدت المنزل كله يحترق أمامي والنار تنتشر في كل مكان».

وتابع: «اتصلت بالشرطة أكثر من مرة، وحاولت دخول غرف المنزل لإنقاذ أمي وجلب الماء، ولكني لم أجد أمامي أي وسيلة لإخماد النار، وبعد دقائق حضرت سيارات الإسعاف والإنقاذ والدفاع المدني، وقاموا بإخماد النيران وإخراج الوالد والوالدة من المنزل، ونقلهما إلى المستشفى».

وأضافوا أن شقيقه أحمد جامعي، وحاصل على شهادة في «الهندسة التقنية»، وكان موظفاً في شركة بأبوظبي إلى يوم ارتكابه الجريمة، وتابع أن «المتهم بدأ يعتنق الفكر الضلالي والتكفيري منذ أن كان عمره 23 سنة، أي منذ 15 عاماً، بشكل مفاجئ، حيث بدأ يحرم العود والبخور واستخدام الكحل في العينين دون نية مسبقة، كما أصبح يصدر الفتاوى ويكفر والديه وأشقاءه وأصدقاءه، لأنهم لا يسمعون كلامه أو نصائحه كما يدعي».

وذكر أن المتهم خسر علاقاته مع جميع أفراد أسرته، وحتى زوجته وأطفاله بسبب أفكاره الضلالية وغلوه في الدين، إذ كان يكفر أي شخص يضع الكحل في عينيه دون نية مسبقة، ويكفر كل من يدخن السجائر ويشاهد التلفاز أو من تلبس العباءة من فتيات الأسرة، مشيراً إلى أنه «قاطع رحمه ولم يزر والديه منذ سنتين تقريباً، ويرفض أي دعوات أو مناسبات أسرية أو الرد على مكالمات والدته».

وقال كل من خالد خلفان الشحي شقيق المتهم، وماهر الشحي شقيق زوجته، وسلطان الشحي ابن عمته، خلال لقاء مع «الإمارات اليوم» في خيمة العزاء أمس، إن قبيلة الشحي تتبرأ تماماً من الجريمة البشعة التي ارتكبها أحمد، لأنها لا ترتبط بالأخلاق والإسلام والإنسانية، مطالبين الجهات المعنية بسرعة إعدامه في مكان عام، ليكون عبرة لغيره.

وأوضحوا أن المتهم كان يرفض الاستماع لأي نصيحة من أشقائه أو والديه، وكان يكفر جميع علماء المسلمين في الوطن العربي، ولفتوا إلى أن «المتهم تربى وسط أسرة ملتزمة، تصلي وتصوم كبقية أفراد المجتمع الإماراتي المعتدل، وكان والدي يعتبره من الأبناء المقربين له، لأنه كان يعتمد عليه قبل اعتناقه الأفكار الضالة».

وأشاروا إلى أن جميع أفراد الأسرة كانوا يوجهون له النصيحة، ويبلغونه بأنهم مسلمون مثله، ولا يجوز له تكفيرهم، إلا أنه كان يصر على معتقداته، وبدأ يقطع علاقته بجميع أفراد الأسرة، ولا يأتي إلى منزل والديه للاطمئنان عليهما، رغم ادعائه بأنه رجل متدين.

وذكروا أن المتهم سبق واعتدى على والدته، وقام بدفعها بيديه إثر مشاجرة بينهما، بعدما حاولت نصحه، وإثنائه عن أفكاره الضلالية.

من جهته، أشار حمد، الابن الثالث للمجني عليهما، إلى أن «المتهم تكفيري، وكان يكفر جميع الناس بسبب آرائه الشاذة»، موضحاً أنه «على الرغم من حب أبي وأمي لشقيقي أحمد، إلا أنه قابل إحسانهم له بالإساءة والتكفير والقتل»، مشيراً إلى المتهم بدأ يعتنق الفكر التكفيري منذ أن كان عمره 23 سنة، حيث كانت أفكاره تسبب إزعاجاً لجميع أفراد الأسرة، «إلا أننا صبرنا عليه، لعله يعود إلى رشده وصوابه، ولم نتوقع أن تقوده أفكاره التكفيرية إلى حرق والديه بالنار».

وذكر ماهر الشحي، شقيق زوجة المتهم، أن «أحمد دائماً كان يضرب شقيقتي منذ أن تزوجها، وكان يمنعها من زيارة منزل أسرتها، رغم قربه من منزلهما»، وتابع أن «المتهم حاول الاعتداء عليّ بسكين قبل عامين، بسبب الخلافات الأسرية».

  شارك المقال: