لماذا تشتري الصين جميع «حمير» العالم؟

في تقرير مفصل نشره موقع "CNN" الإخباري بعنوان "لماذا تشتري الصين المعروض العالمي من الحمير؟"، جاءت بعض الحقائق الغريبة حول رغبة الصين في امتلاك أكبر عدد من الحمير في العالم لأنها ذات منافع مهمة.

وأهم مادة في الحمير "الجيلاتين"، هو عنصر يوجد في جلود الحمير، وهو مادة أساسية تستخدم في العلاجات الصينية التقليدية الشهيرة، ويعرف هناك باسم ejiao، ويدخل في تركيب مجموعة كبيرة من الأدوية المعالجة لأمراض عديدة بدءًا من نزلات البرد وحتى الشعور بالأرق وعدم الرغبة في النوم وعدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء وعلاج اضطرابات الدورة الدموية وغيرها.

ونظرًا لاستخدام الصين للحمير بشكل موسع؛ فإن ذلك أدى لقلة أعدادها هناك من 11 مليون إلى 6 مليون حمار على مدار العشرين عامًا الماضية، ولذلك اتجهت الصين لإفريقيا لزيادة مخزونها وواردتها من الحمير، ولكن ذلك كان له آثار سلبية بالغة.

أضرار قتل الحمير النيجر

أصبحت النيجر مؤخرًا أحدث دولة إفريقية تحظر تصدير الحمير إلى الخارج، وذلك بعد الارتفاع الكبير من طلبات الصين عليها، حيث ذكر مسؤلون حكوميون في النيجر أن الدولة باعت 80 ألف حمارًا في عام 2016 حتى الآن، مقارنة بـ27 ألف فقط في عام 2015، وهو ما ينبىء بكارثة تؤدي لهلاك الحمير إذا ما استمر تصديرها للصين.

بوركينا فاسو

في أغسطس الماضي، حظرت بوركينا فاسو أيضًا تصدير الحمير، بعد ذبح 45 ألف حمارًا في ستة أشهر فقط، وكان يبلغ عدد الحمير هناك 1.4 مليون رأس، وهو ما أدى إلى ارتفاع قيمة الحمير وأسعارها وزيادة تكلفتها.

أضرار أكثر خطورة

بالإضافة للأضرار الجسيمة لقطيع الحمير الذي يبدأ في التناقص؛ فإن الصناعات الجديدة التي تدخل فيها تسببت في حدوث مشاكل بيئية واقتصادية كبيرة، حيث انتشارت المسالخ والدماء، وهو ما أدى إلى اندلاع حدث عنيف في بوركينا فاسو عندما قرر السكان الهجوم على أحد المسالخ احتجاجًا على مشاهد الدم وطالبوا بإغلاقه بعد أن تسرّب الدم إلى مصادر المياه الخاصة بالشرب هناك.

أضرار على الثروة الحيوانية

أثرّت الطفرة في بيع الحمير على الثروة الحيوانية التي تأثرت بذلك، ففي النيجر وبوركينا فاسو، وهي دول يأكل فيها لحم الحمير، ارتفعت أسعار لحوم الحيوانات الأخرى بسبب اختفاء الحمير، وقال الدكتور "إيمانويل اجبينوبا": "ارتفاع أسعار الحيوانات الأخرى كان سببًا لاختفاء الحمير، وهو ما تسبب في خلل اقتصادي".

عدم التنظيم

عانت الدول المصدرة للحمير من عدم وجود تنظيم، فوفقًا لـ"إريك اولاندر"، المؤسس المشارك لمشروع الصين - إفريقيا في بودكاست، فإن: "الحيوانات الأخرى والمواد الخام والموارد الطبيعية تأثرت باستيراد الصين لهذا العدد الكبير من الحمير، ولم يكن باستطاعة الدول الموردة تصدير أي مواد أخرى غير الحمير".

وأضاف: "الحكومات التي تتاجر مع الصين عليها تنظيم التجارة حتى لا تستنزف موردًا واحدًا (الحمير) على حساب مواد أخرى، وهو ما يفرض أعباء على شعوبها"، وذلك يعني أن اكتفاء الدول بتصدير الحمير فقط يشكل عبء على باقي الصناعات التي يصعب توريدها للدول الأخرى.

استغلال الفرص

شهية الصين الهائلة للحمير لابد أن تخلق فرص للدول المصدرة للاستفادة من تصدير حميرها للدول الأخرى، بمعنى أن طلب الصين المتزايد للجيلاتين يجب أن تستغله البلدان الإفريقية ليصبح الحمار مصدرًا هامًا من مصادر دخلها.

وبالفعل، أعلنت بوركينا فاسو عن خطط لتنظيم مبيعات الحمير، لكنها ستواجه منافسة من الدول المحيطة، فالدول ذات الاقتصادات الكبرى مثل كينيا وجنوب إفريقيا عليها توسيع نطاق تجارتها لتلبية الطلب الصيني، وعليها أيضًا مكافحة السوق السوداء التي تزدهر في جميع أنحاء القارة الإفريقية.

ومن المتوقع أن تزيد فئة المستهلكين للحمير في المستقبل بحيث لا تتوقف على الصين فقط، فالتحدي الآن للموردين هو ضمان أن تصبح التجارة "نعمة وليست نقمة".

  شارك المقال: