منظمات أممية تدق ناقوس الخطر بشأن تعليم الأطفال بإفريقيا

(نواكشوط ـ صوتك):

قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) والاتحاد الإفريقي "إن واحدا من كل خمسة أطفال في سن الذهاب إلى المدرسة الابتدائية وأكثر من نصف المراهقين في سن الذهاب إلى المدرسة الثانوية لا يدخلون المدرسة في إفريقيا"، وحثّا الحكومات الإفريقية على جعل المساواة في صميم السياسة التعليمية، لضمان حصول جميع الأطفال والشباب في القارة على تعليم جيد.

وكشف تقرير جديد صادر تحت عنوان "التعليم في إفريقيا - جعل المساواة في صميم السياسات"، في أديس أبابا خلال القمة السادسة والثلاثين لرؤساء دول الاتحاد الإفريقي، في ختام نقاش رفيع المستوى بتنظيم مشترك من الاتحاد الإفريقي واليونيسكو، أنه على الرغم من أن العديد من البلدان في إفريقيا جنوب الصحراء تتخذ إجراءات مهمة لتوفير تعليم جيد للجميع، فإن المنطقة تحتضن أكبر عدد من السكان خارج المدرسة في العالم.

وفي الواقع، بيّنت الوثيقة المنشورة على موقع الاتحاد الإفريقي على الإنترنت، أنه في حوالي نصف البلدان الإفريقية، يكون معدل التسرب من المدرسة بين الأطفال في سن المدرسة الابتدائية أقل بقليل من 10 في المائة وأكثر من 50 في المائة لتلاميذ المرحلة الثانوية، مشيرة إلى أن هذا المعدل يتزايد في العديد من البلدان.

وتوصلت الدراسة التي أجراها المعهد الدولي لتخطيط التعليم التابع لليونيسكو لمعرفة التقدم الذي أحرزته البلدان الإفريقية في تحقيق الأهداف المحددة ضمن استراتيجية التعليم القارية لإفريقيا 2016-2025 وأهداف التنمية المستدامة، إلى أن الفوارق الهائلة في أنظمة التعليم الإفريقية تستوجب إجراءات عاجلة.

وقالت المديرة العامة لليونيسكو، أودري أزولاي، في تصريح نقله التقرير، "يجب أن نوفر لجميع الأطفال والشباب الأفارقة بيئة آمنة ومحفزة وسليمة يمكنهم أن يحققوا فيها كامل إمكاناتهم. يجب أن يكون التحول التعليمي في صميم جهود البلدان لبناء تنمية ونمو اقتصادي معتبرين ومستدامين".

ويؤكد التقرير الذي يدرس التعليم في إفريقيا من الطفولة المبكرة إلى المرحلة الثانوية، أن الأطفال الأفارقة يخسرون بسبب عوامل متعددة، مشيرًا إلى "العوامل المترابطة التي تمنع الأطفال من الحصول على تعليم جيد، ومنها الموقع الجغرافي والفقر والجنس والإعاقة والأزمات والصراعات والنزوح ".

كما يظهر أن معظم البلدان توجد فيها فجوات كبيرة في الفرص بين الأطفال من أغنى وأفقر الأسر وبين الأطفال في المناطق الحضرية والريفية، وبين الفتيان والفتيات.

وأشارت الوثيقة إلى أن حوالي 80 في المائة من الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء ما زالوا لا يتلقون التعليم بلغة يتحدثون بها في البيت، مضيفة أن هذا نهج يعيق بشكل كبير نتائج التعلم.

ونقل التقرير عن مفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بمفوضية الاتحاد الإفريقي، محمد بلحسين، قوله "إن مفهوم المساواة يجب أن يكون المبدأ التوجيهي لسياسات التعليم الإفريقية"، مضيفا: "يجب أن نضمن أن يتمكن كل طفل في المناطق الحضرية والريفية المحرومة، وفي البلدان والسياقات الهشة الأخرى، من الحصول على التعليم والتدريب الذي يحتاجه".

وأشار التقرير إلى أن أنظمة التعليم الهشة في إفريقيا تفاقمت بسبب كوفيد-19، مؤكدًا أن الجائحة أثرت عليها بشكل كبير وأن الآثار على التحصيل التعليمي ونتائج التعلم والتفاوتات التعليمية ستستمر.

لكنه نبه إلى أنه حتى قبل تفشي الجائحة، لم يكن هناك سوى عدد قليل من البلدان في إفريقيا على المسار الصحيح لتحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن التعليم.

ويدعو التقرير الحكومات إلى تعزيز قدرة أنظمة التعليم على الصمود في مواجهة الأزمات المستقبلية، من خلال تطوير أشكال مرنة من التعليم عبر زيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية وتحسين جمع البيانات من أجل إنارة أكبر لتخطيط السياسات.

وتقترح الوثيقة سلسلة من التوصيات للتغلب على العوائق التي تحول دون الشمول، "مثل جعل التعليم الثانوي إلزاميًا وبناء المزيد من المدارس وتطوير برامج مناسبة وتحسين جودة المعلمين وتوفير الدعم المالي والتعليمي للأطفال".

  شارك المقال: