
"صوتك" ـ عادت فاطمة إلى منزلها في وقت متأخر من ليل الجمعة قادمة من حفل اجتماعي أخذت له كامل زينتها، وجدت زوجها المحب وقد أشرف على عشاء ابنائهما الثلاثة وناموا بسلام ، كان ينتظرها بشوق كعادته، إلا أنها أحست بأن هناك شيئا قد تغير بداخلها.. تلت أورادها واستعاذت من الشيطان الرجيم ونامت.
في الصباح استيقظت وقد تغيرت نظرتها للحياة كلها!!.
لماذا تستمر في العيش مع هذا الرجل المقيت؟
لماذا تسهر على تربية أبنائه؟
هل هي جاريته؟
لماذا تحمل نفسها هذا النكد؟ قالت لنفسها لقد نفذ صبري.. لن أعيش معه ثانية واحدة.
سأغادر هذا السجن .. أنجوا بما تبقى مني..لن أحمل معي أي شيء، حتى ثيابي فهي مقيته لإنه من أشتراها.
خرجت دون علمه .. بحث عنها وعندا لم يجدها قلق فاتصل بأهلها الذين عند وصولها لم يفهمو ما قالت ولم يستوعبو هذا التغير المفاجئ بعد عشر سنين لم تشتكي يوما واحد من تصرفات زوجها نحوها فقد كان يحترمها ويغدق عليها عطاياه وهو ابن عمها المحبوب من كل الناس، ظنوا أنها تكتم شيئا وانتظروا حتى تهدأ وتبوح بالمكنون.
قالت له أمها إنها"مغتاظة" وعليه أن ينتظرها حتى تهدأ فيقومون بإصلاح ذات بينهما!! لم يصدق ماسمع.. ذهب إلى منزل أهلها وعندما رأته دخلت إحدى الغرف وهي تكرر"اتفو بيك أوجيه..".
قابل أمها قال إنه لم يقل أو يفعل أي شيئ يستوجب هذا التصرف.. وماضيه المشرف لم تجد الأسره تفسيرا للسبب الذي جعل ابنتهم تقدم على هذا التصرف وبقوا في حيرة من أمرهم..
وبعد أيام من من تعنت الزوجة ورفضها لأي حوار في المضوع مع أهلها استسلم الزوج للأمر الواقع وهو رفض زوجته ابنة عمه وأم اولاده للإستمرار معه فقرر أن يرسل لها الأطفال الذين لم تسأل عنهم يوما.
وكانت الصدمة التي هزت كيان الأسرة هي رفضها لبقاء أطفالها معها في بيت واحد.. طلبت مغادرتهم لأنها لا تريد رؤيتهم فهم أبناؤه!!!
هذا التصرف الغريب على كل المجتمعات جعل الأسرة تتهم ابنتهم بأن لديها مشاكل نفسية فقرروا أن يعرضوها على طبيب نفسي، الذي أوضح انها لا تعاني خطبا.
لم تعرف الأسرة التي رفضت اللجوء إلى الرقية ماتفعل.. إلا أن صديقة لها اتصلت بزوجها وأخبرته قصتها فقرر البحث عن شيخ "أصيل يحجب عليها" وبدأت عملية البحث من طرفه وصديقتها التي روت القصة لـ"صوتك" ليدلهم أحد معارفهم على شيخ وقور وبعيد عن التكسب بالرقية والذي قال لهم إنه لا يبغي غير انقاذ تلك "العصمة".
قال الشيخ إن الزوجة تعرضت لسحر يعمل على تفرقتها عن زوجها ، وأن هذا النوع من السحر شديد التأثير لأنه منصوص عليه في القرءان.
فاتصل الزوج بأهل زوجته وأخبرهم عن عزمه فوافقوه عليه وبدأت سلسلة العلاج (مياه تشرب.. وأخرى للإستحمام .. وبخور في منزلها ومنزل أهلها) وبعد شهرين من العلاج بدأت الزوجة تسأل عن أبنائها لكن المعالج أمرهم بعد مشاهدتها لهم حتى يأذن بذالك.
شفيت الزوجة تماما وشعرت بالندم على تصرفها والأحراج من زوجها الذي أهانته وتركته دون سبب.. لكنه لم يبدي انزعاجا من تصرفاهتها التي قال لها أنها لم تغضبه لأنه عرف أنها خارجة عن إرادتها.. وأبلغها بعد سماحه لها مستقبلا بحضور أي حفل اجتماعي.
الغريب في الأمر أن من قامت بالسحر للزوجة قامت به حسدا فقط، فهي لا تريد زوجها إلا أنها شعرت بالغيرة من حياتها السعيدة.