المشي وتجديد شباب الدماغ: كيف تصنع 30 دقيقة فرقا مذهلا في الذاكرة؟

لا ينظر إلى المشي عادة كأكثر من تمرين بسيط يفيد القلب والعضلات، لكن الأبحاث الحديثة تكشف أنه أشبه بـ جرعة يومية مجانية لصحة الدماغ، فالفكرة القائلة بأن المشي المنتظم قادر على تعزيز الذاكرة وزيادة حجم الجزء المسؤول عنها ليست مجرد كلام تحفيزي، بل حقيقة أثبتتها دراسات علمية بارزة.

الحُصين… مركز الذاكرة الحقيقي

المنطقة التي يشار إليها في الغالب بـ “مركز الذاكرة” هي الحصين (Hippocampus)، وهي بنية عميقة داخل الدماغ تلعب الدور الأساسي في تكوين الذكريات الجديدة وتنظيمها.

الشيخوخة وانكماش الحصين

من المعروف أن حجم الحصين يتراجع تدريجيا مع التقدم في العمر، وهو ما ينعكس في صورة ضعف طبيعي بالذاكرة وصعوبة في التعلم، ولزمن طويل اعتبر هذا التدهور أمرا لا يمكن تغييره.

الدراسة التي قلبت المفهوم رأسا على عقب

في عام 2011، نشرت مجلة PNAS دراسة قادها الباحث كيرك إريكسون، كشفت أن التمارين الهوائية المعتدلة – وعلى رأسها المشي السريع – يمكنها إيقاف انكماش الحصين بل وعكسه.

الدراسة اعتمدت على تدريب مجموعة من كبار السن على المشي مدة 40 دقيقة، ثلاث مرات أسبوعيا، لمدة عام كامل، وكانت النتائج مفاجئة:

زيادة في حجم الحصين بنسبة 2% لدى من مارسوا المشي بانتظام.

تحسن واضح في الذاكرة، خاصة الذاكرة المكانية، إلى جانب أداء معرفي أفضل بشكل عام.