
( صوتك ـ نواكشوط) :
حذرت صحيفة La Gaceta الإسبانية، استنادا إلى معطيات للحرس المدني، من وضع وصفته بـ"المقلق" في موريتانيا، حيث يقدر عدد المهاجرين غير النظاميين الموجودين داخل البلاد بنحو 360 ألف شخص، نصفهم فقط مسجل رسميا. وترى الصحيفة أن هذا التجمع الكبير قد يتحرك في أي لحظة نحو جزر الكناري، مما يجعل عام 2026 مرشحا لتسجيل واحد من أعلى معدلات الهجرة نحو إسبانيا.
ووفق التقرير، فإن التراجع الذي تتحدث عنه حكومة بيدرو سانشيز—بنسبة 58% في عدد الواصلين إلى الجزر مقارنة بعام 2024—لا يعكس تحسنا حقيقيا، بل يخفي ضغطا متصاعدا في منطقة الساحل، خصوصا في مالي وموريتانيا.
أزمة مالي تتفاعل وتدفع بالمهاجرين شمالا:
توضح الصحيفة أن تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) يفرض منذ سبتمبر حصارًا على شحنات الوقود القادمة إلى مالي عبر السنغال وساحل العاج، ما أدى إلى شلل في باماكو ودفع الكثيرين إلى الهجرة شمالًا. كما تسببت فيضانات يونيو في تشريد 149 ألف شخص آخرين، وفق بيانات الصليب الأحمر، وهو ما فاقم موجات النزوح نحو موريتانيا.
موريتانيا تحت ضغط.. و10% فقط من المعادين:
وتشير La Gaceta إلى أن موريتانيا غير قادرة على احتواء هذه الأعداد أو ترحيلها، رغم أنها تمكنت خلال العام الماضي من إعادة 10% فقط من الوافدين. أما البقية فيبقون داخل البلاد، يتنقلون تدريجيا نحو السواحل، ويندمجون في شبكات التهريب القائمة.
وتضيف الصحيفة أن مدينة نواذيبو تحولت خلال الأشهر الأخيرة إلى مركز أساسي لنشاط المافيات، بعد أن شددت السنغال رقابتها جنوبا، مما دفع مسارات الهجرة للانتقال شمالا لمسافة تقارب 600 كيلومتر.
جزر الكناري غير جاهزة لموجة جديدة:
يؤكد التقرير أن جزر الكناري تواجه بالفعل ضغطا كبيرا، إذ تستقبل حاليا 46% من مجمل الهجرة البحرية نحو إسبانيا، بينما تعمل جزيرة إل هييرو كميناء طوارئ دائم، كما تجاوزت مراكز استقبال القاصرين طاقتها الاستيعابية.
وفي ختام تحليلها تصف الصحيفة موريتانيا بأنها أصبحت اليوم “الخزان الذي قد ينفجر في أي لحظة”، محذرة من أن الكناري قد تشهد موجات مهاجرين “محنكين بفوضى الساحل الجهادي” في حال تفاقم الأوضاع خلال عام 2026.







