التيار التقدمي :على الإعلام المغربي الإعتذار للشعب الموريتاني

تابعنا خلال الأيام والأسابيع الماضية حملة إعلامية شرسة ومتصاعدة من قبل بعض أشقائنا وجيراننا في المملكة المغربية، استهدفت النيل من كرامة وسمعة وتاريخ شعبنا والمساس بهيبة ومكانة وسيادة دولتنا، والتدخل في شؤوننا الداخلية، ولقد سبق هذه الحملة ومهد لها مناخ سلبي إتسم بالبرود والفتور في العلاقة بين الحكومتين وهو أمر لم يكن مقبولاً ولا مستساغاً لدى الشعبين الشقيقين.

إننا ـ في التيار الوطني التقدمي، ونحن أكثر الناس إيمانا بضرورة قيام مغرب عربي واحد وموحد ـ نرى اليوم أن الأمور تنزلق بسرعة إلى حدود خطرة قد يكون لها الأثر البالغ على العلاقات التاريخية الطيبة بين الشعبين الشقيقين، ومن هذا المنطلق بالذات وحرصاً على ديمومة وتقوية هذه العلاقة فإننا نؤكد على ما يلي :

1ـ ندعو الأشقاء المغاربة إلى التوقيف الفوري لهذه الحملة الإعلامية الشعواء وغير المبررة والتي أساءت إلي موريتانيا، وجرحت مشاعر الموريتانيين عامة.

2ـ ندعو وسائل الإعلام المغربية التي كانت وراء هذه الحملة المغرضة ـ خصوصية كانت أم عمومية ـ إلى تقديم اعتذار للشعب الموريتاني عن كل الإساءات التي وجهت له عبرها، كما ندعوها لفتح أبوابها أمام النخب الموريتانية (من إعلاميين وأكادميين وسياسيين ....الخ) وإعطائهم حق الرد إحقاقا للحق وخدمة للحقيقة، ومن أجل الحفاظ على الحد الأدنى من المهنية والمصداقية.

3ـ ندعو الحكومتين الموريتانية والمغربية إلى التحرك بسرعة لاحتواء الأزمة وتنقية الأجواء وإعادة العلاقات إلى طبيعتها، في إطار من الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

4ـ نجدد دعمنا وتمسكنا بخيار الحياد الايجابي الذي تتبناه دولتنا منذ عقود اتجاه الصراع الدائر حول الصحراء الغربية باعتباره أحد ثوابت سياستنا الخارجية.

5 ـ ندعو النخب الوطنية إلى التحلي بالصبر والمسؤولية وضبط النفس وعدم الرد على الإساءة بالإساءة، أثناء تصديهم لهذه الحملة الظالمة، والى الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يزيد الشرخ أو يعمق الهوة بين الشعبين الشقيقين، ونحن على يقين تام أن الموريتانيين الذين دافعوا عن سيادة واستقلال بلدهم وواجهوا تحديات النشأة وصعوبات التأسيس في ظروف صعبة ومعقدة، هم اليوم أقدر على حمايته والذود عنه والحفاظ على مكتسباته.

نواكشوط في 23 دجمبر 2016

المكتب الإعلامي للتيار