التبرع بالدم: إحياء لروح إنسان بأغلى ما يملك الإنسان..

(نواكشوط ـ صوتك) ـ

يعتبر التبرع بالدم خَصلة مدنية حميدة و مَيّزة حضارية عظيمة، يدعو الدين و العرف و فطرة الإنسان السليمة إلى الاخذ بها كسلوك و تعزيزها كركيزة، لا غنى عنها، في ثقافة المجتمع لعموم فائدتها و شمولية مزيتها، التي تنسحب على الفرد كما المجتمع. و بسبب كثرة حوادث السير و ما تخلفه من ضحايا، إضافة إلى حالات الطوارئ المَرضية العاجلة و الخطيرة، التى تعج بها غرف و أسِرة المستشفيات تزداد الحاجة يوميا إلى مزيد من المتبرعين، و يزداد الطلب على مادة الدم بإلحاح كبير.
ما يستدعي تكريس ثقافة التبرع بالدم في المجتمع؛ و إلا فالخطر سيكون جسيما، و يهدد سلامة الجميع، دون إستثناء، لكون هذه المادة النفيسة،لاتباع و لا تشترى بمال و لا جاه. و توجد اكثر من فصيلة دم واحدة ما يحتم و يؤكد لزوم و وُجوب تعدد و تنوع الأشخاص المتبرعين حتى يكون بنك الدم الوطني قادرا على تقديم خدماته على الوجه المطلوب، في كل وقت و حين.
و من وقت لآخر، تُسير مصالح الصحة العمومية سيارات متنقلة مجهزة بما يلزم من معدات طبية و لوجستية و طواقم بشرية متخصصة إلى مؤسسات التعليم الثانوي و الجامعي و بالقرب من الأسواق و أماكن التجمعات العامة، لتسهيل أداء الواجب المدني في التبرع بالدم، وغالبا ما، تُصاحَبُ العملية بتحسيس و توعية في عين المكان و توزيع كتيبات ومناشير تبرز مكانة و أهمية التبرع بالدم بالنسبة للفرد و أسرته و مجتمعه. و في سياق ذي صلة، عبر بعض المتبرعين عن سعادتهم العظيمة بعد قيامهم بهذا العمل الطوعي وعن إستعدادهم الدائم للمواصلة في درب التطوع و العطاء في سبيل رسم الإبتسامة على وجوه المرضى.
و جدير بالذكر، أن المركز الوطني للدم يوفر خدمات هامة أمام المواطن المتبرع منها مجانية الفحص الشامل قبل سحب دم المتطوع للتأكد من صحة صاحبه، كما يمنح المركز لرواده، من اللذين يتبرعون، بشكل دائم و منتظم، بطاقة متبرع تسهل على حاملها الكثير من الإجراءات داخل المستشفيات قبل و خلال و بعد عمليات التداوي الخاصة بهم، وخارجها في أية صعوبات حياتية عَرضِية قد تلاقيهم.
و حتى نجعل من التبرع بالدم ثقافة مجتمعية متجذرة في مسلكياتنا، جدير بكل واحد منا أن يأخد بزمام مبادرة شخصية، و يبرمج في أجندته يوما واحدا، على الأقل، يذهب فيه للتبرع بقطرات من دمه، مستحضرا في نفسه فرضية أنه دايما ثمة مريض هو بأمس الحاجة لدمه لفصيلة دمه هو دون غيرها، و هو ينتظره ليسعف حياته في آخر لحظة.إ
محمد فاضل ولد محمد


  
صوتك
www.swatak.net
2018-03-19 11:10:51
رابط هذه الصفحة:
http://sawtak.info/article3054.html